شرح فقرة من دعاء العهد

img

حسين آل إسماعيل

جاء في دعاء العهد الشريف: «اللهم رب النور العظيم».

١/ما معنى كلمة «اللهم»؟

٢/ ما معنى كلمة «الرب».

٣/ ما معنى «النور العظيم»؟

اللهم

اللهم: هي عبارة عن صيغة ندائية دعائية أصلها: (يا الله) حذف منها حرف النداء وهو (يا) وعوض عنه بالميم المشددة فأصبحت «اللهم» قال ابن مالك الأندلسي في ألفيته:

والأكثر اللهمّ بالتعويض *** وشذّ يا اللهمَ في قريض

أي تعويض الميم عن الياء فالأكثر أنْ يقال: اللهم بدلاً من: يا الله ولهذا إذا تدبرت الادعية الواردة في الكتاب والسنة وجدت إنها تصدرت بـ(اللهم) دون يا الله هذا هو الأكثر: اللهم اغفر لي، بالتعويض، فعوض الميم عن الياء (وشذَّ يا اللهمّ في قريض) القريض هو الشعر ومثاله قول الشاعر:

إني إذا ما حدث ألمّا *** أقول يا اللهمَّ يا اللهمَّ

فهنا أتى بالياء لكي يستقيم الوزن ، فقال: يا اللهم يا اللهم ومع ذلك جعلها ساكنة الهمزة (يا اللهمَّ يا اللهمَّ) ولم يجعلها همزة قطع.

واعلم أنَّ (اللهمَّ) يُؤتى بها على ثلاثة أوجه:

١) للنداء والطلب: كما في قولك: «اللهمَّ اغفر لي، اللهمَّ ارحمني».

٢) للتأكيد: ليبين للمخاطب أنّ هذا الأمر مؤكد ومثاله حديث أنَّ ضمام بن ثعلبة جاء إلى رسول الله| يسأله عن الإسلام فقال: إني سائلك ومشدد عليك في المسألة، فأذن له الرسول|أن يسأل فقال: أسألك بالذي خلقك وخلق من قبلك الله أرسلك إلى الناس كافة؟ قال: «اللهم نعم» ثم قال: انشدك الله امرك أن نصلي خمس صلوات؟ فقال: «اللهم نعم» وذكر الصوم وذكر الصلاة فقال: «اللهم نعم».

فالغرض من (اللهم) هنا التأكيد أي تأكيد الكلام للمخاطب.

٣) للتقليل: وهذا يوجد كثيراً في كتب المؤلفين حين يقول أحدهم: «لا يقول كذا وكذا اللهم إلا أنْ يكون كذا وكذا».

فيأتون بها للتقليل والنذور ومثله لو سألك سائل: «هل فلان يزورك؟ فتقول: لم يزرني قط اللهم إلا إذا احتاج جاء يزورني فهذا على سبيل التقليل».

الرب

(الرب) اسم الله تعالى وكلمة رب تأتي بعدة معانٍ وهي ما يلي:

١) تُطلق على مالك الشيء الذي لا يعقل: فيُقال على سبيل المثال: «ربُّ الدين، وربُّ المال».

٢) بمعنى السيد مضافاً إلى العاقل: ومنه قوله×: «حتى تلد الأمة ربتها».

وجاء في القرآن الكريم: ﴿فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً﴾.

٣) تُطلق على الله تعال معرفًا باللام ومضافا ولا يجوز استعماله باللام للمخلوق بمعنى المالك، لأنَّ اللام للعموم والمخلوق لا يملك جميع المخلوقات وربما جاء باللام عوضا عن الإضافة إذا كان بمعنى السيد.

النور

(النور) هو ما يبين الأشياء ويكشف حقيقتها، ويستعمل في معنى السطوع ضوءا كان أو غير ضوء ويطلق في مقابل الظلمة.

العظيم

(العظيم) صفة مشبهة تدل على الثبوت وتستعمل في الفخم العظيم والهائل الكبير والقوي الجليل القدر.

ورد في الكثير من المصادر أنَّ النور العظيم بعدة معانٍ وهي ما يلي:

١) النور العظيم: هو مخلوق نوراني في العرش وهو أضوء الأنوار وأعظمها.

٢) النور العظيم: هو العلم والمعرفة.

٣) النور العظيم: هو نور القرآن الكريم.

٤) النور العظيم: هو العقل.

٥) النور العظيم: هم محمد وآل محمد.

٦) النور العظيم: هو عبارة عن أمر معنوي يشمل هذه الحقائق كلها، وأعلى مرتبة من مراتبه نور النبي الأعظم|، لذلك جاء في الحديث الشريف مخاطباً جابر بن عبد الله الأنصاري (رضوان الله تعالى عليه): إن أول ما خلق الله نور نبيك، قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء. قال النبي|: «يا جابر، إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره، فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله».

الكاتب حسين آل إسماعيل

حسين آل إسماعيل

مواضيع متعلقة