بحثٌ كامل حول الإيثار وبعض تطبيقاته في حياة الزهراء (عليها السلام)
حسين آل إسماعيل
هناك ثلاثة تساؤلات حول الإيثار وهي ما يلي:
١) ما هو فضل الإيثار من خلال الروايات؟
٢) ما هي أنواع الإيثار في القرآن الكريم؟
٣) ما هي بعض نماذج الإيثار من حياة الزهراء؟
للإيثار منزلة عظيمة في روايات أهل البيت^ وذلك كما يلي:
١) أنه أعلى مراتب الإيمان: روي عن أمير المؤمنين× أنه قال: «الإيثار أحسن الإحسان وأعلى مراتب الإيمان».
٢) أنه من أفضل العبادات: روي عن أمير المؤمنين× أنه قال: «الإيثار أفضل عبادة وأجل سيادة».
٣) أنه من أفضل الصفات: روي عن أمير المؤمنين× أنه قال: «من أفضل الاختيار بالإيثار».
٤) أنه من شيم الأبرار: روي عن أمير المؤمنين× أنه قال: «من شيم الأبرار حمل النفوس على الإيثار».
٥) بسبب الإيثار نال النبي محمد‘ درجته العظمى: قال نبي الله موسى×: «يا رب أرني درجات محمد‘ وأمته».
فقال: «يا موسى إنك لن تطيق ذلك، ولكن أريك منزلة من منازله جليلة عظيمة، فضلته بها عليك وعلى جميع خلقي»، فكشف له عن ملكوت السماء، فنظر إلى منزلة كادت تتلف نفسه من أنوارها وقربها من الله عز وجل. قال: «يا رب بما بلغته إلى هذه الكرامة؟». قال: «بخلق اختصصته به من بينهم وهو الإيثار يا موسى لا يأتيني أحد منهم قد عمل به وقتاً من عمر إلا استحييت من محاسبته وبوأته من جنتي حيث يشاء».
وأما أقسام الإيثار في القرآن فهي أربعة أقسام:
١) إيثار الدنيا على الآخرة: ومن الآيات الدالة على ذلك ما يلي:
أ) قال الله تعالى في سورة النازعات: ﴿وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾.
ب) قال الله تعالى في سورة الأعلى: ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾.
٢) إيثار الله للصالحين على غيرهم: ومن الآيات الدالة على ذلك ما يلي:
أ) قال الله تعالى في سورة يوسف: ﴿قَالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ﴾.
٣) إيثار ما عند الله على ما عند فرعون: ومن الآيات الدالة على ذلك ما يلي:
أ) قال الله تعالى في سورة طه: ﴿قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ﴾.
٤) إيثار الفقراء للأفقر: ومن الآيات الدالة على ذلك ما يلي:
أ) قال الله تعالى في سورة الحشر: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾.
وأما الإيثار في حياة الزهراء÷ فله أمثلة ونماذج وتطبيقات متعددة نذكر بعضها:
١) إيثارها بثوب الزفاف: جاء في كتاب نزهة المجالس ج٢ ص٢٦٦ أن النبي‘ صنع لها قميصاً جديداً ليلة عرسها وزفافها، وكان لها قميص مرقوع إذا بسائل على الباب يقول: أطلب من بيت النبوة قميصاً خلقاً، فأرادت أن تدفع إليه القميص المرقوع فتذكرت قوله تعالى: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ فدفعت له الجديد، فلما قرب الزفاف نزل جبرئيل× وقال: «يا محمد، إن الله يقرؤوك السلام وأمرني أن أسلم على فاطمة وقد أرسل لها معي هدية من ثياب الجنة من السندس الأخضر». فلما بلغها السلام وألبسها القميص الذي جاء به لفها رسول الله‘ بالعباءة ولفها جبرئيل× بأجنحته حتى لا يأخذ نور القميص بالأبصار.
٢) إيثارها بطعام أولادها: وهي قصة الأعرابي الذي جاء للرسول‘ جائعاً يطلب طعاماً فأخذه سلمان إلى بيت فاطمة÷ فاقترضت صاعا من تمر وصاعاً من شعير واختبزته وأعطته سلمان فمضى به إلى رسول الله‘.