مَنْ تشهد لهم الأرض يوم القيامة

img

الشيخ حسين آل إسماعيل

الأرض تشهد لعدة أصناف من الناس في يوم القيامة كما بيَّنت الروايات ذلك كما يلي:

١/الساجد لله تعالى على الأرض: رُوِيَ في كتاب أمالي الطوسي ص٥٣٤ في وصية النبي الاعظم‘ لأبي ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه قال: «يا أبا ذر ما مِن رجلٍ يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له بها يوم القيامة».

نلاحظ في هذا الحديث الشريف أمرين هامين وهما ما يلي:

الأمر الأول/ ما هي الأمور التي يصح السجود عليها؟

الأمور التي يصح السجود عليها هي ما يلي:

أ/ الأرض: تراب، رمل، حجر، مدر، حصى، طين، وإنما صح السجود على الأرض للحديث المشهور المأثور في كتب الفريقين عن النبي الأعظم‘: «جُعِلَت لي الأرض مسجدًا وطهوراً».

ب/ ما أنبتته الأرض بشرطين وهما ما يلي:

الشرط الأول/ انْ لا يكون مأكولًا

الشرط الثاني/ أنْ لا يكون ملبوساً

وجواز السجود على ما أنببته الأرض من غير الماكول والملبوس لعدة روايات وردت منها: «سجد النبي‘ على الحصير والخُمرة المصنوعة من سعف النخل».

الأمر الثاني: ما هي الحكمة من عدم جواز السجود على ما يُؤكل وما يُلبس؟

هناك ثلاث حِكَمٍ لعدم جواز السجود على ما يُؤكل وما يُلبس وهي ما يلي:

أولاً/ لأنه أشبه بفعل الوثنيين: فإنَّ الذين يعبدون الأوثان كانوا يسجدون على التماثيل التي يعبدونها ويسجدون لها ثم يأكلونها لذا ورد النهي في الروايات عن السجود على القطن والكتان وعلى الثمار التي تُؤكل.

ثانياً/ لأنَّ أبناء الدنيا عبيد ما يأكلون وما يلبسون: رُوِيَ في كتاب مَنْ لا يحضره الفقيه ج٢ ص١٧٧ عن هشام بن الحكم سأل الصادق×: أخبرني عما يجوز السجود عليه وما لا يجوز؟ فقال×: «السجود لا يجوز إلا على الأرض أو ما أنبتت إلا ما أُكِلَ أو لُبِسَ» فقلتُ: جُعِلتُ فداك ما العلة من ذلك؟ قال×: «لأن السجود هو الخضوع لله عز وجل فلا ينبغي أن يكون على ما يُؤكل أو يُلبس لأن أبناء الدنيا عبيد ما يأكلون ويلبسون والساجد في سجوده في عبادة الله تعالى فلا ينبغي أن يضع جبهته في سجوده على معبود أبناء الدنيا الذين اغتروا بغرورها».

ثالثاً/ لأن السجود على الأرض من مظاهر الخضوع والتذلل: رُوِيَ عن أبي عبد الله الصادق× أنه قال: «السجود على الأرض أفضل لأنه أبلغ في التواضع والخضوع لله عز وجل».

٢/ المصلي نافلة أو فريضة: وهناك روايات صريحة في شهادة الأرض لمن يصلي عليها نذكر روايتين وهما ما يلي:

الرواية الأولى: رُوِيَ في كتاب وسائل الشيعة ج٣ ص٤٧٤ باب ٧ عن أبي عبد الله الصادق× أنه قال: «صلوا في المساجد في بقاع مختلفة فإن كل بقعة تشهد للمصلي عليها يوم القيامة».

الرواية الثانية: رُوِيَ في كتاب علل الشرائع ج٢ ص٣٤٣ سأل أبو كهمس الإمام الصادق×: يصلي الرجل نوافله في مواضع أو يفرقها؟ قال: «لا هاهنا وهاهنا فإنها تشهد له يوم القيامة».

٣/ الذَّاكر لله عز وجل: رُوِيَ عن النبي الاعظم‘ أنه قال لأبي ذر الغفاري: «يا أبا ذر ما مِن صباح ولا رواح إلا وبقاع الأرض ينادي بعضها بعضا يا جارة هل مرَّ بكِ اليوم ذاكر لله عز وجل وعبد وضع جبهته عليك ساجدا لله تعالى فَمِن قائلة لا ومِن قائلة نعم فإذا قالت نعم اهتزت وانشرحت وترى أن لها فضلاً على جارتها».

الكاتب حسين آل إسماعيل

حسين آل إسماعيل

مواضيع متعلقة