ثلاث خصوصيات للحجر الأسود
الشيخ حسين آل إسماعيل
تميز الحجر الأسود بخصوصيات ثلاث وهي ما يلي:
الخصوصية الأولى/ أنه أول حجر وُضِعَ على وجه الأرض.
الخصوصية الثانية/ أنه يشهد يوم القيامة لمن وافاه واستلمه وقبّله.
الخصوصية الثالثة/ أن هذا الحجر الشريف المبارك يضر وينفع.
الخصوصية الأولى/ أنه أول حجر وضع على وجه الأرض: ويدلُّ على ذلك ما رُوِيَ أنَّ أحد اليهود سأل أمير المؤمنين×: ما أول حجر وُضعَ على وجه الأرض؟
فقال أمير المؤمنين×: «إنَّ اليهود يزعمون أنه الحجر الذي ببيت المقدس وكذبوا إنما هو الحجر الأسود الذي هبط به آدم× معه من الجنة فوضعه على الركن في البيت والناس يستلمونه ويقبلونه ويجددون العهد والميثاق فيما بينهم وبين الله وكان أشد بياضاً من الثلج فاسود من خطايا بني آدم قال اليهودي: أشهد بالله لقد صدقت».
وهذه الحادثة وردت في عدة مصادر منها ما يلي:
١/ كتاب زين الفتى في شرح سورة هل أتى للحافظ العاصمي
٢/ كتاب علي والخلفاء نجم الدين العسكري ص١٣٨
٣/ كتاب كمال الدين للشيخ الصدوق ص٢٨٨ ـ ص٢٩٣
٤/ موسوعة الغدير ج٦ ص٢٥١
الخصوصية الثانية/ أنَّه يشهد يوم القيامة لمن وافاه واستلمه وقبَّله: وهذا مما أفصحت عنه الروايات الواردة عن المعصومين^ ومن تلك الروايات ما يلي:
الرواية الأولى/ عن ابن عباس أنَّ رسول الله‘ قال لعائشة وهي تطوف معه بالكعبة حين استلما وبلغا إلى الحجر قال: «يا عائشة، لولا ما طبع الله على هذا الحجر من أرجاس الجاهلية وأنجاسها إذًا لاستُشفي به من كل عاهة وإن الركن يمين الله تعالى في الأرض وليبعثنه الله يوم القيامة وله لسان وشفتان وعينان ولينطقنه الله يوم القيامة بلسان طلق ذلق يشهد لمن استلمه بحق».
الرواية الثانية/ عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله الصادق× قال: قال رسول الله‘: «طوفوا بالبيت واستلموا الركن فإنه يمين الله في أرضه يصافح بها خلقه مصافحة العبيد أو الدخيل ويشهد لمن استلمه بالموافاة». علل الشرائع للشيخ الصدوق ص٤٢٤ ـ ص٤٢٧.
الخصوصية الثالثة/ أنَّ الحجر الأسود يضر وينفع: ويدل على ذلك ما رُوِيَ عن أبي سعيد الخدري قال: حججنا مع عمر بن الخطاب فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال: إني أعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رايت رسول الله قبلك ما قبلتك. فقال له أمير المؤمنين×: «بلى إنه يضر وينفع»، قال: بم؟ قال: «بكتاب الله تبارك وتعالى»، قال: وأين ذلك من كتاب الله؟ قال: «قال الله عز وجل: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾» ثم قال×: «خلق الله آدم ومسح على ظهره أي قررا رواح ذريته ، بأنه الرب وأنهم العبيد، وأخذ عهودهم ومواثيقهم وكتب ذلك في رق، وكان لهذا الحجر عينان ولسان فقال له: افتح فاك، قال: ففتح فاه فألقمه ذلك الرق، وقال: اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة وإني أشهد لسمعت رسول الله‘ يقول: يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان ذلق يشهد لمن يستلمه بالتوحيد فهو يضر وينفع» فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن.
ولهذه القصة مصادر متعددة منها ما يلي:
مستدرك الحاكم ج١ ص٤٥٧
عمدة القارئ للعيني ج٤ ص٦٠٦
الدر المنثور للسيوطي ج٣ ص١٤٤
إرشاد الساري للقسطلاني ج٣ ص١٩٥
شرح النهج لابن أبي الحديد ج٣ ص١٢٢
كنز العمال للمتقي الهندي الحنفي ج٥ ص٩٣