أسرار أدعية الرزق والدين ـ 06
الشيخ إبراهيم القطيفي
فصل: ذكر الطوسيّ& في متهجّده أن رجلاً شكا إلى الصادق× الفقر فأمره بصوم ثلاثة آخرها الجمعة، فإذا كان في ضحى يوم الجمعة، فليزر النبيّ| من أعلى سطحه، أو فلاة من الأرض بحيث لا يراه أحد، ثم يصلّي ركعتين مكانه، ثم [يجثو]([1]) على ركبتيه، ويفضي بهما إلى الأرض، ويده اليمنى فوق اليسرى، ويقول هو متوجّه إلى القبلة: «اللهم أنت أنت، انقطع الرجاء إلّا منك، وخابت الآمال إلّا فيك، يا ثقة من لا ثقة له، لا ثقة لي غيرك، اجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً، وارزقني من حيث احتسب ومن حيث لا أحتسب». ثم يسجد على الأرض، يقول: «يا مغيث اجعل لي رزقاً من فضلك».
قال: «فلن يطلع نهار السبت إلّا برزق جديد إن شاء الله تعالى»([2]).
قال محمد بن عثمان بن سعيد العمري، فإن لم يكن الداعي بالرزق بالمدينة، فليزر النبي| من عند رأس الإمام الذي في بلده، فإن لم يكن في بلده إمام فليزر بعض الصالحين ويبرز إلى الصحراء، ويأخذ فيها على ميامنه، فإن ذلك منجح إن شاء الله تعالى([3]).
فصل: وفي (المتهجّد) يقول عقب صلاة العشاء لطلب الرزق: «اللهم إنَّه ليس لي علمٌ بموضع رزقي، وإنما أطلبه بخطرات تخطر على قلبي فأجول في طلبه البلدان وأنا فيما أنا طالبٌ كالحيران، لا أدري أفي سهل [أم في جبل]([4]) أم في أرض، أم في سماء، أم في برّ، أم في بحر، وعلى [يدي]([5]) مَن ومِن قبل مَن، وقد علمت أن علمه عندك، وأسبابه بيدك، وأنت الذي تقسمه بلطفك، وتسبّه برحمتك. اللهم فصلّ على محمّد وآله، واجعل يا رب رزقك لي واسعاً. ومطلبه سهلاً ومأخذه قريباً، ولا تعنّني بطلب ما لم تقدّر لي فيه رزقاً، فانك غنيٌّ عن عذابي وأنا فقير إلى رحمتك، فصلّ على محمد وآله، وجد على عبدك بفضلك إنك ذو فضل عظيم»([6]).
وفي (العدّة [الفهديّة]([7])) عن الصادق× يقول لطلب الرزق: «يا الله يا الله يا الله، أسألك بحقّ مَن حَقّه عليك عظيم أن تُصلّي على محمد وآل محمد، وأن ترزقني العمل بما علّمتني من معرفة حقّك، وأن تبسط عليّ ما حظرت من رزقك»([8]).
فصل: من (مهج الدعوات): «من تعذّر عليه رزقه وانغلقت عليه مذاهب المطالب في معاشه، ثمّ كتب هذا الكلام في رقّ ظبي أو في قطعة من أدم، وعلقه عليه، أو جعله في ثيابه الّتي يلبسها، ولم يفارقه وسّع الله عليه رزقه، وفتح له أبواب المطالب في معاشه من حيث لا يحتسب، وهو: >اللهم لا طاقة لفلان ابن فلان بالجهد، ولا صبر له على البلاء، ولا قوّة له على الفقر والفاقة.
اللهم فصلّ على محمد وآل محمد، ولا تحظر على فلان ابن فلان رزقك ولا تقترّ عليه سعة ما عندك، ولا تحرمه فضلك، ولا تحسمه من جزيل قسمك، ولا تكله إلى خلقك، ولا إلى نفسه؛ فيعجز عنها، ويضعف عن القيام فيما يصلحه ويصلح ما قبله، بل تنفرد بلم شعثه وتولّي كفايته، وانظر إليه في جميع اُموره إنّك إن وكلته إلى خلقك لم ينفعوه، وإن ألجأته إلى أقربائه حرموه، وإن أعطوه أعطوا قليلاً نكداً، وإن منعوه منعوا كثيراً، وإن بخلوا فهم للبخل أهل.
اللهم أغن فلان ابن فلان من فضلك، ولا تخله منه؛ فإنه مضطرّ إليك، فقير إلى ما في يديك، وأنت غني عنه، وأنت خبير عليم. ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾([9]) ﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾([10]) ﴿وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾([11])»([12]).
يتبع…
_________________
([2]) مصباح المتهجّد: 292 (حجريّ).
([3]) مصباح المتهجّد: 292 ـ 293 (حجري).
([5]) من المصدر، وما في المخطوط: «يد».
([6]) مصباح المتهجّد: 96 (حجري)، وعنه في المصباح (الكفعمي): 224.
([8]) عدّة الداعي: 260، وعنه في المصباح (الكفعمي): 224، كذلك رواه الكليني في (الكافي) 2: 553 / 11.