أسرار أدعية الرزق والدين ـ 04
الشيخ إبراهيم القطيفي
فصل: روي أنّه أبطأ رجل من أصحاب رسول الله| [عنه]([1])، ثم أتاه فقال له رسول الله| «ما أبطأك عنا؟» فقال: السقم والفقر. فقال له: «أفلا أعلّمك دعاءً يذهب عنك السقم والفقر؟».
قال: فقلت: بلى يا رسول الله. قال: «قل: لا حول ولا قوة إلّا بالله، توكّلت على الحيّ الّذي لا يموت، الحمد لله الّذي لم يتّخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له وليّ من الذّل، وكبّره تكبيراً».
قال: فما [لبث]([2]) أن عاد [إلى النبيّ| و]([3]) قد أذهب الله عنه السقم والفقر([4]).
وأعلم أن الظاهر أنّ المراد: كثرة الذكر بهذا الدعاء، إلى أن يزول الأمران.
فصل: ممّا روي وصح وجوب []([5]) قراءة سورة (الفتح) عند رؤية هلال شهر رمضان ثلاثاً، فإنّ الله تعالى يفتح على الطالب باب الرزق والسعة في سنته تلك والله أعلم.
فصل: لأداء الدين: تصلّي ركعتين ليلاً، تقرأ في الاُولى (الحمد) وآية (الكرسي)، وفي الثانية (الحمد) و﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ…﴾([6]) إلى آخر (الحشر)، فإذا سلّمت وضعت المصحف على رأسك، وتقول: «بحق القرآن، وبحقِّ من مدحته فيه، وبَحَقِّك عليهم، ولا أحَدَ أعرَفُ بِحَقك مِنَك، يا الله ـ تكررها عشراً ـ يا محمّد ـ تكررها عشراً ـ يا عليّ ـ كذلك ـ يا فاطمة ـ كذلك ـ يا حسن كذلك»… إلى آخر المعصومين ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ ثمّ تسأل حاجتك، تقضي بمشيئة الله تعالى([7]).
فصل: عن معاوية بن عمار، قال: سألت أبا عبدالله× أن يعلّمني دعاء للرزق، فعلّمني دعاء ما رأيت أجلب للرزق منه، قال: «قلت: اللهم ارزقني من فضلك الواسع الحلال الطيّب رزقاً واسعاً حلالاً طيّباً بلاغاً للدنيا والآخرة، صبّاً صبّاً، هنيئاً [مريئاً]([8]) من غير كدّ ولا منّ من أحد من خلقك، إلّا سعة من فضلك الواسع، فإنّك قلت: ﴿وَاسْأَلُواْ اللهَ مِن فَضْلِهِ﴾([9]) فمن فضلك أسألك، ومن عطيتك أسألك، ومن يدك المليئة أسأل»([10]).
فصل: عن ابن عباس (رضي الله عنه)، قال: أقبل علي بن أبي طالب× يسأل النبي| قفال النبي|: «والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، ما عندي قليل ولا كثير ولكن اُعلّمك شيئاً أتاني جبرئيل×، وقال: هذه تحفة أكرمك الله عزّ وجلّ بها، ما أكرم بها أحداً من قبلك، وهي تسع عشرة كلمة تدعو بها في حوائجك، لا يدعو بها ملهوف، ولا محزون، ولا حريق، ولا متخوّف من سلطان جائر إلّا فرج الله عنه: أربع منها على جبهة جبرئيل، وأربع منها على وجه إسرافيل، وأربع حول العرش، وأربع حول الكرسي، وثلاث حيث شاء الله».
ثم قال: «يا علي قل: يا عماد من لا عماد له، يا ذخر من لا ذخر له، يا عزّ من لا عزّ له، يا كنز من لا كنز له، يا سند من لا سند له، يا غياث من لا غياث له، يا كريم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا دافع البلاء، يا عظيم الرجاء، يا أنيس الضعفاء، يا كنز الفقراء، يا ملجأ الهلكى، يا منقذ الغرقى، يا محسن يا مجمل، يا منعم يا مفضل، أنت الذي سجد لك سواد الليل، وضوء النهار، وشعاع الشمس، ونور القمر، ودويّ الماء، وحفيف الشجر، يا الله يا الله يا الله، لا شريك لك، لا إله إلّا أنت، يا ربّ اللهم افتح أبواب رزقك الحلال الطيّب، وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب، وافعل بي كذا وكذا»([11])، وسل حاجتك [تقضَ]([12]) إن شاء الله تعالى. انتهت النسخة.
«أسألك يا ربّ أن تصلّي على محمد وآل محمد خاتم النبيّين»، وادعُ بما بدا لك.
فصل: عن النبيّ|: «ما من عبد يقولُ هذه الكلمات إلّا أذهب الله عنه همّه وأطال فرجه، وهي: اللهم ربّ البيت الحرام، وربّ البلد الحرام، وربّ الحلّ والحرام، وربّ الركن والمقام، وربّ المشعر الحرام، وربّ كلّ شيء، اقض عنّي ديني، وفرّج همّي».
يتبع…
_______________________
([2]) من المصدر، وما في المخطوط: «لبثت».
([7]) الإقبال بالأعمال الحسنة 1: 346، ولم يذكر فيه صدر الرواية من الأعمال قبل الدعاء.
([10]) الكافي 2: 550 / 1، باختلاف يسير، ورواه الكفعميّ مرسلاً في مصباحه، ص 227.