أسرار أدعية الرزق والدين ـ 03
الشيخ إبراهيم القطيفي
فصل: روي أنّ رسول الله| قال: «من قال لا حول ولا قوّة إلّا بالله مائة مرّة في كلّ يوم لم يصبه فقر».
فصل: من (الأمالي) للصدوق ـ رضي الله تعالى عنه ـ: «إن آدم× شكا إلى الله عزّ وجل ما يلقى من حديث النفس والحزن، فنزل عليه جبرئيل×، فقال له: «يا آدم قل: لا حول ولا قوّة إلّا بالله». فقالها فذهب عنه الوسواس والحزن»([1]).
وفي أماليه ـ رضي الله تعالى عنه ـ عنه×: «من [تظاهرت]([2]) عليه النعم، فليقل: الحمدلله رب العالمين، ومن [ألحّ]([3]) عليه الفقر، [فليكثر من قول]([4]): لا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم»([5]).
فصل: روي أن رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين×، وقال له: يا أمير المؤمنين كأنما رزقي محي [من]([6]) ديوان الأرزاق، فقال له×: «ادع بهذا الدعاء، [يزل]([7]) عنك ما أنت فيه من الضيق إن شاء الله تعالى، وهو: اللهم إن ظنون الآمال قد خابت إلّا لديك، وعلوق الهمم قد تعطّلت إلّا عليك، فأنت الملجأ وإليك الملتجأ. يا أكرم مقصود، وأجود مسؤول هربت نفسي إليك يا حمال الذنوب، أحملها على ظهري، يا ملجأ الهاربين لا أجدُ شافعاً إليك إلّا معرفتي بأنك أكرم من قُصد لديه المضطرّون وأمل إليه الراغبون. يا من فتق العقول بمعرفته، وأطلق الألسن بمدحه، وجعل ما منّ به من ذلك على خلقه كَفاءً لتأدية حقّه، صلِّ على محمّد وآل محمّد، ولا تجعل للهموم على قلبي سبيلاً، ولا للباطل على عملي دليلاً، وافتح لي بخير يا أرحم الراحمين»([8]).
ولم أقف على زمان لهذا الدعاء ولا قدر، وأحسن ما يكون بعد المكتوبات.
فصل: روي عن الصادق× أنّه «من قلَّ رزقه أو ضاقت عليه معيشته، أو كانت له حاجة مهمّة من أمر داريه([9])، فليكتب في رقعة بيضاء، ويطرحها في الماء الجاري عند طلوع الشمس، ويكون الأسماء في سطر واحد:
بسم الله الرحمن الرحيم الملك الحقّ، من العبد الذليل إلى المولى الجليل، سلام على محمّد وعلي والحسن والحسين وعليّ ومحمّد وجعفر وموسى وعليّ ومحمّد وعليّ والحسن والقائم سيّدنا ومولانا ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ ربّ إني مسّني الضرّ والخوف؛ فاكشف ضرّي، وآمن خوفي بحقّ محمد وآل محمد. وأسألك بكلّ نبيّ ووصيّ، وصدّيق وشهيد، أن تصلي على محمّد وآل محمد يا أرحم الراحمين، اشفعوا لي ساداتي بالشأن الذي لكم عند الله، فإن لكم عند الله شأناً من الشأن، فقد مسّني الضر يا ساداتي، والله أرحم الراحمين، فافعل بي ياربّ: كذا وكذا…»([10]).
فصل: لأداء الدين بعد المكتوبة: آية (الكرسي) وآية (الملك)([11])، ثم تقول: «اللهم يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي منهما [من]([12]) تشاء وتمنع [من]([13]) تشاء، صلّ على محمّد وآله، اقض عنّي ديني، وفرّج همّي»([14]).
رواية أخرى: يقرأ بعد المكتوبة فاتحة الكتاب، ثم يقول: اللهم إني أقدّم إليك يدي كلّ لمحة وطرفة يطرف السماوات والأرض، وكلّ شيء في علمك ما كان أو يكون إلى يوم القيامة. ثم يقرأ آية الكرسي، ﴿وَشَهِدَ اللهُ﴾([15]) وآية الملك([16]) والسخرة ([17])، ويقول: اللهم يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي منهما [من]([18]) تشاء، وتمنع [منهما من]([19]) تشاء [صلّ على محمد وآله]([20])، اقضِ ديني وفرّج هميّ([21]).
يتبع…
_____________________
([1]) الأمالي: 637 / 855، وفيه: «الوسوسة» بدل: «الوسواس».
([2]) من المصدر، وفي المخطوط: «تطايرت».
([3]) من المصدر، وفي المخطوط: «أكل».
([4]) من المصدر، وفي المخطوط: «فليقل».
([8]) نقله في بحار الأنوار 92: 203 ـ 204 / 37، وفيه: «بسم الله الرحمن الرحيم، إلهي طموح الآمال قد خابت إلّا لديك، ومعاكف الهمم قد تقطّعت إلّا عليك، ومذاهب العقول قد سمت إلّا إليك، فإليك الرجاء، وإليك الملتجأ. يا أكرم مقصود، ويا أجود مسؤول، هربت إليك بنفسي يا ملجأ الهاربين بأثقال الذنوب، أحملها على ظهري ولا أجد لي شافعاً سوى معرفتي بأنّك أقرب من رجاه الطالبون، ولجأ إليه المضطرُّون، وأمّل ما لديه الراغبون. يا من فتق العقول بمعرفته، وأطلق الألسن بحمده، وجعل ما أمتنَّ به على عباده كفاء لتأدية حقّه، صلِّ على محمد وآله، ولا تجعل للهموم على عقلي سبيلاً، ولا للباطل على عملي دليلاً، وافتح لي بخير الدنيا والآخرة يا ولي الخير». فلمّا دعا به الرجل وأخلص نيّته عاد إلى أحسن حالاته.
([9]) في المصدر: «دنياه وآخرته».
([11]) قوله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ…﴾. آل عمران: 26.
([12]) من المصدر، وما في المخطوط: «ما».
([13]) من المصدر، وما في المخطوط: «ما».
([14]) البلد الأمين: 611، وليس فيه: «وفرّج همّي»، كما ليس فيه قراءة سورة الكرسي قبله.
([17]) الأعراف: 54، انظر مجمع البحرين 3: 327، كتاب الراء / باب ما أوّله السين ـ سخر.
([18]) من المصدر، وما في المخطوط: «ما».
([19]) من المصدر، وما في المخطوط: «ما».
([21]) المصباح (الكفعمي): 232، البلد الامين: 611، وليس فيهما: «وفرّج همّي».