أبو طالب عليه السلام

img

تسليط الأضواء على إيمانه

إن القانون الإسلامي لا يفرق بين من كان ظاهره الإسلام ومن كان قلبه مليء بالإيمان في إطلاق لفظ المسلم عليه فكلاهما سيان في إطلاق الإسلام عليه. ولهذا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد عاتب بعض القادة العسكريين لأنهم قد قتلوا أناساً قد أظهروا الإسلام بدعوى أن الإيمان لم يستقر في قلوبهم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إني لم أؤمر أن أشق قلوب الناس)، فقالوا: يا رسول الله إنهم لو يؤمنوا الإيمان الحقيقي فرد عليهم رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم: ألم يشهدوا الشهادتين؟ قالوا: بلى. قال صلى الله عليه وآله وسلم: إذن دخل في حوزة الإسلام والمسلمين.

 

إذن فليس من وظيفة الإنسان ولا من وظيفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يدخل قلوب الناس ويعرف مدى إيمانهم، بل يكفي الإسلام الظاهري.

ولكل من المسلم المعاصر وغير المعاصر طرق مختلفة لإثبات إسلامه، فمن خلال التبحر في التاريخ نجد أن البعض يقبل الروايات في شأن إسلام الأفراد بدون سند، وخير مثال هو ما يروى عن إسلام أبي سفيان حيث روى التاريخ أنه أسلم عام فتح مكة فجاء به العباس بن عبدالمطلب وقال له: أما آن لك أن تشهد أن لا إله إلا الله، فتوقف قليلاً فلزّه العباس وقال له ثانية: أما آن لك أن تشهد لا إله إلا الله، فقالها. قال العباس: قل أشهد أن محمداً رسول الله، فقال أبو سفيان: الأولى قلتها والثانية أعفني عنها، فرد عليه العباس: هذا ليس هو الإسلام وإن لم تقل دُق عنقك..

وهذه إحدى طرق قبول إسلام الأفراد ويرويه التاريخ ويقبله الجمهور ويعتبره العامة من أكابر المسلمين لأنه فقط (أبو سفيان) أما (أبي المطلب) فالكل يرفض إسلامه وينفيه بكل ما أوتي من قوة.. فيا للظلم؟!

وعلى ذلك نتساءل: لماذا هذه الهجمة على (أبي طالب) وما هي دوافع التشكيك في إيمانه؟

في الجواب يمكن أن نقول: إن منها:

أـ كتمان إيمانه

فقد كان أبو طالب لا يعلن إيمانه حتى يتمكن من الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كمؤمن آل فرعون وأصحاب الكهف. وبتعبير الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام: (كتموا إيمانهم فأثابهم الله مرتين؛ ثواب الإيمان وثواب الكتمان)…

ب ـ الحقد على أبي طالب:

فقد كان يرى المشركون والمنافقون أن أبا طالب كان السبب في إقامة الدين وتقوية وحماية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

ج ـ الحقد على الإمام علي ابن أبي طالب عليه الصلاة والسلام:

فقد صرح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (يا علي أنت مبتلى ومبتلى بك).

فقد ابتلى أمير المؤمنين عليه السلام وأبناؤه ومحبوه وشيعته بكره المنافقين والمشركين، فقد نسب الكفر إلى أبيه كما نسب صفة الروافض لمحبيه، وصفة الزنادقة لشيعته.

 

أما عن اعتقاد الشيعة في أبي طالب:

يعتقد الشيعة جميعهم وبعض المعتزلة وبعض أهل السنة أنه عليه السلام كان مسلماً مؤمناً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنه مؤمن هذه الأمة كتم إيمانه كمؤمن آل فرعون في أمة موسى على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام، وإنه لم يعلن إسلامه لأسباب كثيرة ترجع كلها لمصلحة الدعوة الوليدة وإمكان الإستمرار في حمايتها.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة