التَّواضع عند الإمام الرِّضا×

img

حسين آل إسماعيل

١/ ما هو تعريف التِّواضع عند الإمام الرِّضا؟

٢/ ما هي درجات التَّواضع عند الإمام الرِّضا؟

٣/هل جسَّد الإمام الرِّضا التَّواضع عمليّاً؟

٤/إذا مدح الإمام الرِّضا شخصٌ فهل كان يتواضع؟

٥/ ما هي بعض الأمثلة على التواضع في حياة الإمام الرِّضا؟

أمَّا تعريف التواضع عند الإمام الرِّضا× فقد رُوِيَ في كتاب الإمام الرِّضا سيرة وتاريخ عباس الذهبي ص١٣٤ عن الحسن بن الجهم قال: قال أبو الحسن الرِّضا×: «التَّواضع: أن تُعطي النَّاس ما تُحبُّ أنْ تُعطاه».

وأمَّا درجات التَّواضع عند الإمام الرِّضا× فقد رُوِيَ في كتاب أصول الكافي ج٢ ص١٢٤ (٧) باب التَّواضع عن أبي الحسن الرِّضا× أنَّه قال: «التَّواضع درجاتٌ: منها أنْ يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلبٍ سليم، لا يحبّ أنْ يأتي إلى أحد إلا مثل ما يؤتى إليه، إنْ رأى سيئة درأها بالحسنة، كاظم الغيظ عافٍ عن النَّاس، والله يُحِبُّ المحسنين».

فأولاً: يعرف الإنسان قدر نفسه ومنزلتها، ولا يرتفع بها فوق مقامها، كي لا يُلام على ذلك وقد يكون عُرضة للسخرية والاستهزاء.

ثانياً: لا يُحِبُّ لنفسه ما لا يُحِبُّ لغيره، بل عليه أن يعامل الناس كما يُحِبُّ أنْ يُعاملوه.

ثالثاً: يُشِيرُ الإمام الرِّضا× إلى بُعْدٍ أبعد للتَّواصع فيه جنبة اجتماعية، يتمثَّل في دَرْأ السيئة بالحسنة، وكظم الغيظ والعفو عن النَّاس.

وأمَّا على صعيد العمل فنجد أنَّ التَّواضع يتجسَّد في سلوك الإمام الرِّضا× فيتواضع إلى الدَّرجة القصوى في تعامله مع النَّاس، ومن الأمثلة الواضحة والمصاديق الحيَّة والبراهين الجليَّة على مقدار تواضعه ما رُوِيَ في كتاب مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب المازندراني ج٤ ص٣٩ قال: «دخل الإمام الرِّضا× يوماً إلى الحمَّام يعني حمَّام السِّباحة، فقال له بعض النِّاس: دَلِّكْني يا رجل، فجعل الإمام الرِّضا× يُدلِّكه، فعرَّفوه بالإمام، فجعل الرجل يعتذر من الإمام الرِّضا× وهو× يُطيِّبُ قلبَه ويُدلِّكه».

وكان الإمام الرِّضا× عندما يمدحه أحدٌ أو يمدحُ آباءه الطَّاهرين وأجداده الطَّيبين ويُثني عليهم فإنَّ الإمام يتواضع ويكشف لهم عن المفهوم القرآني للشَّرف والفضيلة المتمثل في التَّقوى رُوِيَ في كتاب عيون أخبار الرِّضا ج٢ ص٢٦١ حديث ١٠ باب ٥٨ عن محمد بن موسى بن نصر الرازي قال: سمعتُ أبي يقول: قال رجلٌ للرِّضا×: والله ما على وجه الأرض أشرف منك أباً، فقال×: «التَّقوى شرَّفتهم، وطاعة الله أحظتهم»، فقال له آخر: أنت والله خير الناس، فقال×: «لا تحلف يا هذا، خيرٌ منِّي مَنْ كان أتقى لله تعالى وأطوع له، والله ما نُسِخَت هذه الآية: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾».

فالإمام الرِّضا× يُنبِّه على أنَّ الاعتماد على مَحض القرابة والنَّسب غير مقبول في العقول، وإنَّما الشَّرف في الكمال العلميِّ والعمليِّ ورأسهما التَّقوى.

رُوِيَ في بحار الأنوار ٤٩ : ٩٥ باب ٧ عن ابن ذكوان قال: سمعتُ إبراهيم بن العباس يقول: سمعتُ أبا الحسن الرِّضا× يقول: «حلفتُ بالعِتق ولا أحلفُ بالعِتق إلا أعتقتُ رقبة، وأعتقتُ بعدها جميع ما أملِك إنْ كان يرى أنه خير من هذا ـ وأومأ إلى عبدٍ أسود مِن غلمانه ـ بقرابتي من رسول الله| إلا أنْ يكون لي عملٌ صالح فأكون أفضل به منه».

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة