يا صديق العمر قد آنستُ بعدا *** فمددتُ الشعر بالأبيات مدا

علّها تتصلُ الأرواحُ منا *** شدها الشوق أخا الترحال شدا

أنت يا أيقونةَ الحبِّ عزيز *** علويٌ أنت من أهدى وأهدى

قلبك النابضُ بالإحساس وردٌ *** فلكم أعطيتنا وردا ووردا

صاحِ قال الناس لي أنك جمعٌ *** لستَ يا سيدنا المبرورَ فردا

أيها الساقي عصافيرَ ودادٍ *** اسقنا من كأسك المعهود شهدا

وعلى أفئدة الأحباب أفرغْ *** صبر أيوبٍ وبالتحنان بَردا

كم بنينا بالصداقاتِ سنينا *** ناصعاتٍ هدَّها فقدُك هدا

رغم هذا لم نزل نحفظ عهدا *** قائما يصنع للتاريخ مجدا

ولقد علّمْتنا معنى التآخي *** ونقشتَ الحب للإخوان عهدا

أيها الساكنُ في قرب عليٍ *** في غريٍ يجعل الرحمن ودا

فهنيئا لك إذ لاقيتَ جدا *** أيها الراحل كم أخلصت جِدا

المسافاتُ طويناها بشعر *** وسردنا قصة الآلام سردا

وبكينا من أسانا مثل ثكلى *** وملأنا مأتم الأحزان وجْدا

أيها الراحل عنا دون وعدٍ *** طبتَ أصلا وأبا أمًّا وجدا

هاك منا لهفةً دمعا غزيرا *** لا نرى للحزن والأشجان حدا

ختم الله حياةً كنت فيها *** بفراديسٍ فما أبصرتَ لحدا

فهنيئا بمكانٍ أنت فيه *** وهنيئا بجوارٍ قد أعدا

ذكرياتٌ عطرتنا بشذاها *** فنثرنا فوقها زهرًا وسعدا

علويٌ اسمك الراسخ فينا *** هو من قطر الندى أزكى وأندى

سعيد الشبيب
05 / 11 / 2019