تصحيح الإمام الكاظم للانحرافات الفكرية
حسين آل إسماعيل
كان الإمام الكاظم× يرصد ويتابع جميع الانحرافات الفكرية التي كانت تفرض نفسها على ساحة الفكر الإسلامي، ليصححها ويوجهها في الاتجاه الصحيح ومنها ما يلي:
١) تصحيح الأدعية: رُوِيَ في بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ج٤ ص٨٣ عن عبد الله بن يحي الكاهلي قال: كتبتُ إلى أبي الحسن الكاظم× في دعاء: «الحمد لله منتهى علمه» فكتب× إليَّ: «لا تقولنَّ منتهى علمه فليس لعلمه منتهى، ولكن قل منتهى رضاه».
فلا نجعل علم الله محدداً فيما بين البداية والنهاية، والإمام بيَّن الحقيقة أنَّ علم الله يتحرك في خط اللانهاية، لأنه العلم اللامحدود، فيجب علينا أن نقول: «منهتى رضاه» لأن رضاه يتصل بالمخلوقين في درجات تتحرك حتى تبلغ منتهاها، ولا يتعلق ذلك في ذاته وفي صفته.
٢) تصحيح صفات الله: رُوِيَ في الكافي ج١ ص١٠٢ عن الحسن بن عبد الرحمن الحمَّاني قال: قلتُ لأبي الحسن الكاظم×: أنَّ هشام بن الحكم زعم أن الله جسمٌ ليس كمثله جسم عالم بصير قادر متكلم ناطق والكلام والقدرة والعلم يجري مجرى واحدًا ليش شيء منها مخلوقاً. فقال الإمام الكاظم×: «قاتله الله أما علم أنَّ الجسم محدود معاذ الله وأبرأ إلى الله من هذا القول لا جسم ولا صورة ولا تحديد، وكل شيء سواه مخلوق، إنما تكون الأشياء بإرادته ومشيئته من غير كلام ولا تردد في نفس ولا نطق بلسان».
فالله ليس بجسم كبقية الأجسام ولا هو جسم لا كالأجسام يعني جسم من نوع آخر لا نعقله وليس كالأجسام التي يعرفها الناس في الموجودات المادية.
٣) تحديد مفهوم الرزق والقضاء: رُوِيَ في الكافي ج٢ ص٦١ عن صفوان الجمال عن أبي الحسن الكاظم× قال: «ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه في رزقه، ولا يتهمه في قضائه».
الإمام يريد أن يبين لنا أن من عرف الله وحكمته أن لا يستبطئه في رزقه أي إذا أبطأ الرزق فلا يشعر بالسلبية في ذلك لأن ذلك من منطلق علمه بمصلحتك وكذلك لا يتهمه في قضائه بالظلم ولا بأي شيء لا يتناسب مع حكمته ورعايته لعباده.
٤) تحديد صفات الشيعي: رُويَ في جامع أحاديث الشيعة ج١٤ ص٧٤ أن الإمام الكاظم× وجه كلامًا للشيعة فقال: «ليس من شيعتنا مَن لا تتحدث المخدرات بورعه في خدورهن، وليس من أوليائنا من هو في قرية فيها عشرة آلاف رجل فيهم من خلق الله أورع منه».
٥) تحديد الهدف من زيارة المؤمن: رُوِيَ في موسوعة أحاديث أهل البيت ج٤ ص٤٤٠ عن أبي حمزة قال: سمعتُ الإمام الكاظم× يقول: «من زار أخاه المؤمن لله لا لغيره يطلب به ثواب الله وتنجُّز ما وعد الله عز وجل وكل الله به سبعين ألف ملك من حين يخرج من منزله حتى يعود إليه فينادونه: الا طبت وطابت لك الجنة تبوأت من الجنة منزلاً».
قسم الإمام الكاظم زيارة المؤمن لأخيه إلى قسمين:
القسم الأول:أن يزور الأخ أخاه لمصلحة نفعية.
القسم الأول: أن يزور الأخ أخاه قربة لله تعالى من أجل أخوة الإيمان بين المؤمن وأخيه.