التفسير عند الإمام الباقر×
حسين آل إسماعيل
١) ما معنى التفسير عند العلماء؟
٢) ما هي أفضل أنواع التفسير؟
٣) ما هو منهج الإمام الباقر في التفسير؟
للعلماء تعريفات متعددة للتفسير منها ما يلي:
١) عرَّفه الزركشي في الإتقان ٤٦٢/٢: «التفسير: هو علْمٌ يُفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد| وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه».
٢) عُرِّف في كتاب منهج الفرقان ٦/٢: «التفسير: هو عِلْمٌ يبحث فيه عن أحوال القرآن المجيد، من حيث دلالته على مراد الله تعالى، بقدر الطاقة البشرية».
وأفضل أنواع التفسير هو تفسير القرآن بالقرآن قال ابن كثير في تفسيره ٤/١: «إنَّ أصح الطرق في تفسير القرآن هو أنْ يُفسر القرآن بالقرآن، فما أُجمِلَ في مكان فُسِّرَ في موضع آخر، فإنْ أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له».
واستدل أحمد بن حنبل في مسنده على أفضلية تفسير القرآن بالقرآن بما رُوِيَ عن رسول الله|: «ألا إنِّي أوتيتُ القرآن ومثله معه».
ومنهج الإمام الباقر× في تفسير القرآن على قسمين وهما ما يلي:
١) التفسير الباطني: ونذكر لذلك بعض الأمثلة وهي ما يلي:
أ) في كتاب معاني الأخبار ص٢٨ عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال: «حضرتُ عند أبي حعفر الباقر× فدخل عليه رجل فسأله عن ﴿كهيعص﴾ فقال×: ««كاف» كافٍ لشيعتنا، «ها» هادٍ لهم، «يا» ولي لهم، «عين» عالِم بأهل طاعتنا، «صاد» صادق لهم، وعدهم حتى يبلغ بهم المنزلة التي وعدها إياهم في بطن القرآن».
ب) في كتاب كمال الدين وتمام النعمة ص٤٦١ فسَّر أبو جعفر الباقر× قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾. فقال×: «كرهوا عليًّا وكان أمر الله بولايته يوم بدر ويوم حنين وببطن النخلة ويوم التروية ويوم عرفة نزلت فيه خمس عشرة آية في الحجة التي صدعها رسول الله| عن المسجد الحرام وبالجحفة وبخم».
ج) روي في كتاب مناقب إل أبي طالب ٢٤٤/١ عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر الباقر× في تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً﴾.قال×: «اثنا عشر هو أمير المؤمنين وعدد الأئمة بعده».
د) روي في كتاب مناقب آل أبي طالب ٣٤٣/٣ عن أبي جعفر الباقر× في تفسير قوله تعالى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ». قال×: «نحن الوجه الذي يؤتى الله منه».
٢) التفسير غير الباطني: ونذكر بعض الأمثلة على ذلك كما يلي:
أ) فسر أبو حعفر الباقر×: «وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر». قال×: «الحج الأكبر يوم النحر». وقد روي أن رسول الله| وقف يوم النحر بين الجمرات وقال: «هذا يوم الحج الأكبر».
ب) فسر أبو حعفر الباقر× قوله تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا﴾ قال×: «الغرفة هي الجنة سميت بذلك لارتفاعها».
ج) فسر أبو جعفر الباقر× قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ﴾ قال×: «النذير: هو الشيب».