حولَ الإمام الصَّادق×
حسين آل إسماعيل
ماذا قدَّمَ الإمام الصَّادق× إلى الأُمَّة؟
مِمَّا قدَّمَهُ الإمام الصَّادق× إلى الأُمَّة الإسلاميَّة ما يلي:
1) ربَّى شيعتَه رِجالاً ونِساءً على الاحتياط في الدِّين: ويكفينا شاهداً على ذلك قصَّة أمِّ خالدٍ العبديَّة مع الإمام الصَّادق× على ما رُوِي في كتاب الكافي للشَّيخ الكُليني ج٦ عن أبي بصير قال: دَخَلَتْ أمُّ خالد العَبدِيَّة على أبي عبد الله الصَّادق× فقالت: جُعِلْتُ فِداك إِنَّه يعتريني قراقر في بطني فوصف لي أطباء العراق النَّبِيذ بالسَّويق، وقد عرفتُ كراهتك له فأحببتُ أنْ أسألَك عن ذلك فقال لها: «وما يمنعُكِ عن شربِه؟» قالت: قد قلَّدتُكَ دِيني فألقى اللهَ عزَّ وجلَّ حِينَ ألقاه فأخبره أَنَّ جعفر بن محمد أمرني ونهاني ، فقال الإمام لأبي بصير: «يا أبا محمد ألا تسمع إلى هذه المراة وهذه المسائل، لا والله لا آذنُ لكِ في قطرةٍ منه ولا تذوقي منه قطرة فإنما تندمين إِذا بلغتْ نفسُكِ هاهنا» وأَومأ بيدهِ إِلى حنجرته يقولها ثلاثاً «أَفهمتِ» قالت: نعم.
٢) استنقاد بعض الأشخاص من الضَّلال إلى الهُدى: رَوَى الشَّيخ الصَّدوق في كمال الدِّين: وُلِدَ السيد إسماعيل الحِميري سنة ٥٠ من الهجرة ، ونشأل في البصرة في حضانة والديه الإِباضيين إلى أنْ عَقَلَ فهاجرهما واتصل بالأمير عقبة بن مسلم ولزمه حتى مات والده ثم غادر البصرة إلى الكوفة وأخذ الحديث عن الأعمش وعاش متردِّداً بين عقبة بن مسلم والأعمش كان السيد الحميري إباضيّاً ثم صار شيعيّاً كيسانيّاً يقول بإمامة محمد بن الحنفية ثم عدل إلى الإمامية على يد الإمام الصَّادق× حيث يقول السيد إسماعيل الحميري: كنتُ أقول بالغلو وأعتقد غَيبة محمد بن الحنفية وقد ضللتُ في ذلك زماناً فَمَنَّ الله عَلَيَّ بالصَّادق× وأنقذني به من النَّار وهداني إلى سواء الصِّراط وتبتُ إلى الله.
وقال قصيدته التي أوَّلُها:
ولمَّا رأيتُ الناس في الدِّين قد غووا *** تجعفرتُ باسم الله فيمن تجعفروا
وناديتُ باسم الله والله أكبرُ *** وأيقنتُ أنَّ الله يعفو ويغفرُ
ودِنتُ بِدِينٍ غير ما كنتُ دائناً *** به ونهاني سيِّدُ الناس جعفرُ
٣) أَزالَ شبهة التناقض عن القرآن الكريم: دخلَ ابن أبي العوجاء على هشام بن الحكم فقال له: أربُّكَ حكيم؟ قال: نعم فقال ابن أبي العوجاء: فإذا كان حكيماً أيكونُ كتابُه مُتناقِضاً؟ قال هشام: لا فقال ابن أبي العوجاء: فما تقول في قوله تعالى: ﴿فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً﴾ ويقول في آية أخرى: ﴿وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء﴾ فذهب هشام للإمام الصادق× فقال له: في غير حجٍّ ولا عُمرة، قال: مسألة أهمَّتني سألني عنها ابن أبي العوجاء فذكر الآيتين فقال له: «أمَّا قوله: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ﴾ في النفقة والمضاجعة وأمَّا قوله: ﴿وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ﴾ في الميل القلبي».