في رحاب الزيارة الجامعة الشريفة ـ 13
حسين آل إسماعيل
جاء في الزيارة الجامعة الشريفة: «وأدمتم ذكره».
١) هل وردتْ كلمة (أدمتم) بصيغة واحدة؟ وما معناها؟
٢) ما هي بعض الشواهد على تطبيق أهل البيت لهذه الفقرة؟
وردت هذه الكلمة بصيغتين وهما ما يلي:
١) أدمتُم: من الدوام وهو الثبوت والاستمرار.
٢) أدمنتم: مأخوذٌ من الإدمان وهو المداومة والمواظبة والاستمرار.
وذِكْرُ الله: هو ما يُذَكِّرُ بالله تعالى من الأذكار الشريفة بالقلب واللسان، والعبادات المُقرِّبة كإقامة الصلاة وقراءة القرآن.
قال الله تعالى في سورة الأحزاب آية ٤١ و ٤٢: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً﴾.
وسيرةُ أهل البيت^ تشهد أنهم بلغوا الدرجة القصوى والمكانة العظمى في ذكر الله تعالى بجميع معنى الكلمة:
١) كانوا مواظبين على ذكر الله بالقلب واللسان في كل حال: رُوِيَ في كتاب الكافي ج٢ ص٤٩٨ حديث ١ عن أبي عبد الله الصادق× أنه قال: «كان أبي× كثير الذكر، لقد كنتُ أمشي معه وإنَّه لَيذكر الله، ولقد كان يحدث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول: لا إله إلا الله، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منا، ومن كان لا يقرأ منا أمر بالذكر».
٢) كانوا مواظبين على عبادة الله بأحسن الوجوه ليلاً ونهاراً: روي في بحار الأنوار ج٤١ ص١٦ باب ١٠١ حديث ٩ عن نوف قال: بت ليلة عند أمير المؤمنين× فكان يصلي الليل كله ويخرج بعد ساعة فينظر إلى السماء ويتلو القرآن قال: فمر بي بعد هدوء من الليل فقال: «يا نوف أراقد أنت أم رامق؟» قلت: بل رامق أرمقك ببصري يا أمير المؤمنين. قال: «يا نوف: طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة أولئك الذين اتخذوا الأرض بساطاً وترابها فراشاً وماءها طيباً والقرآن دثاراً والدعاء شعاراً وقرضوا من الدنيا تقريضاً على منهاج عيسى بن مريم، إنَّ الله عز وجل أوحى إلى عيسى بن مريم قل للملأ من بني إسرائيل لا يدخلوا بيتاً من بيوتي إلا بقلوب طاهرة وأبضار خاشعة وأكف نقية وقل لهم: أني غير مستجيب لأحد منكم دعوة ولأحد من خلقي قِبَلَهُ مَظْلَمَة».
٣) كانوا مواظبين على ذكر الله القرآني ووحيه الرحماني بأتم قراءة وأحسن كيفية: روي في بحار الأنوار ج٤١ ص٢٣ حديث ١٣ عن إبراهيم بن العباس قال: كان الرضا× يختم القرآن في كل ثلاث ويقول: «لو أردت أن أختمه في أقل من ثلاث لختمته ولكن ما مررت بآية قط إلا فكرت فيها وفي أي شيء أنزلت وفي أي وقت».