في رحاب الزِّيارة الجامعة الشَّريفة ـ 11
حسين آل إسماعيل
جاء في الزِّيارة الجامعة الشًّريفة: «وَأَمِنَ مَنْ لَجَأَ إِلَيْكُم».
١) ما هو المراد بالأمن والأمان في اللغة؟
2) ما هي الأدلة على أنَّ أهل البيت أمان؟
أصلُ الأمن: هو طمأنينة النَّفس، وزوال الخوف.
وجاء في كتاب المفردات ص٢٥: «الأمن والأمان والأمانة مصادر تُجْعَل للحالة التي يكون عليها الإنسان عند الأمن».
وأمِنَ مَنْ لجأ إليكم: أي اطمأنَّ ولم يخف عذاب الله تعالى وغضبه مَنْ لجأ إليكم أهل البيت.
ولجأ: مأخوذ من اللجوء، فيُقال: لجأ إلى الحصن والتجأ إليه أي اعتصم به، فالحصن هو الملجأ.
قال الطريحي في مجمع البحرين ص٧٨: «ألجأتُ ظهري إليك أي اعتمدتُ في أموري عليك، وألجأت أمري إلى الله تعالى أي أسندته إليه».
فاللجوء بمعنى الاعتصام والاعتماد والاستناد.
فمعنى العبارة: أمِنَ مَنِ اعتصم بكم، واعتمد عليكم واستند إليكم أهل البيت بالاعتقاد والاتباع والاستشفاع، فأنتم الملجأ الأمين، والحصن الحصين، لخلق الله إلى يوم الدِّين.
وهناك عدَّة أدلة على إنَّ أهل البيت^ هم الملجأ لمن يلوذ بهم وهم كهف الأمان ومن هذه الأدلة ما يلي:
١) قوله تعالى في سورة سبا آية ١٨: ﴿سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ﴾. حيث فسر بأنه السير في ولايتهم^.
جاء في الكافي ج٨ ص٣١١ قال أبو جعفر الباقر× إلى قتادة: اخبرني عن قول الله عز وجل: ﴿وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ». فقال قتادة: مَنْ خرج من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت كان آمناً حتى يرجع إلى أهله. فقال أبو جعفر×: «نشدتك الله يا قتادة، هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه». قال قتادة: اللهم نعم. فقال أبو جعفر×: «ويحك يا قتادة، إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يروم هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه كما قال الله عز وجل: ﴿اجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ ولم يعنِ البيت فيقول: إليه فنحن والله دعوة إبراهيم التي مَنْ هوانا قلبه قُبِلت حجته وإلا فلا يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمناً من عذاب جهنم يوم القيامة». قال قتادة: لا جرم والله لا فسرتها إلا هكذا فقال أبو جعفر×: «ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن مَنْ خُوطِب به».
٢) الأحاديث الدالة على أن أهل البيت^ أمان لأهل الأرض: ومن هذه الأحاديث ما يلي:
أ) رُوِي في بحار الأنوار ج٢٧ ص٣٠٩ ب٨ ح٥ حديث فضيل الرسان قال: كتب محمد بن إبراهيم إلى أبي عبد الله الصادق×: أخبرنا ما فضلكم اهل البيت؟ فكتب إليه أبو عبد الله×: «إن الكواكب جُعِلَت في السماء أماناً لأهل السماء، فإذا ذهبت نجوم السماء جاء أهل السماء ما كانوا يوعدون، وقال رسول الله|: «جُعِلَ أهل بيتي أماناً لأمتي، فإذا ذهب أهل بيتي جاء أمتي ما كانوا يوعدون»».