في رحاب الزيارة الجامعة ـ 09
حسين آل إسماعيل
جاء في الزِّيارة الجامعة الشَّريفة: «ونصحتُم له في السِّرِّ والعَلانية».
١) معنى النَّصيحة في السِّرِّ؟
٢) معنى النصيحة في العَلانية؟
3) بعض الشَّواهد الروائيَّة على ذلك؟
أمَّا معنى النَّصيحة في السِّرِّ والعلانية فيتضح من خلال ما يلي:
١) النصيحة في السِّرِّ: هي عبارة عن النُّصح في الاعتقاد والنيَّة فيما بينه وبين اللهِ تعالى وبين أنفسهم. وهذا المعنى في كتاب روضة المتقين ج٥ ص٤٧٤.
٢) النَّصيحة في العَلانية: هي عبارة عن النُّصح في الأقوال والأفعال فيما بينهم وبين الناس. وهذا المعنى في كتاب روضة المتقين ج٥ ص٤٧٤.
ويشهد بذلك سيرتهم الطَّيبة مع أوليائهم وأعدائهم بل مع الخلق كلِّهم، فأهل البيت^ اتَّصفوا بالنُّصح الأكمل، لذلك تظافرت زيارتهم بأنهم نصحوا لله ورسوله، وما مرت عليهم.
لحظة إلا وتحروا الطريق الأرشد والمنهاج الأسعد لخير المخلوقين ولم يكتفوا بنصيحة العباد بل أمروا المؤمنين بالنصيحة وأوجبوا عليهم النصيحة للمؤمنين.
وهناك روايات تشهد بذلك منها ما يلي:
١) رُوِيَ في كتاب الكافي للكليني ج٢ ص٢٠٨ عن سفيان بن عيينة قال: سمعتُ أبا عبد الله الصادق يقول: «عليكم بالنصح لله تعالى في خلقه فلن تلقاه بعمل أفضل منه».
٢) رُوِيَ في كتاب الخصال للشيخ الصدوق ج١ ص٢٤٩ في حديث تميم الداري قال: قال رسول الله|: «مَنْ يضمن لي خمساً أضمن له الجنة؟» قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: «النصيحة لله والنصيحة لرسوله والنصيحة لكتاب الله والنصيحة لدين الله والنصيحة لجماعة المسلمين».
٣) فسَّر الشيخ المجلسي في كتاب مِرآة العقول ج٩ ص١٤٢ ـ ١٤٤ حديث الرسول| فقال: «النَّصيحة لله: صحَّة الاعتقاد في وحدانيته، وإخلاص النِّيَّة في عِبادته، والنصيحة لرسول الله: التصديق بنبوته ورسالته والانقياد لِمَا أمر به ونهى عنه والنصيحة لكتاب الله: هو التَّصديق والعمل بما فيه والنصيحة للأئمة: أنْ يُطيعهم في الحقِّ ولا يرى الخروج عليهم والنصيحة لجماعة المسلمين: إرشادهم إلى مصالحهم».