الباب الثالث: في تواتر القراءات السبع (الكامل في فضل القرآن وقراءاته ونعوته ـ 16)

والله قد أجابهُ لذلكا *** فصار مغبوطاً بما هنالكا
حتّى انتهى إلى الحروف السبعةِ *** وذاك منه رحمةً للاُمةِ
وفي الصحيحين مصرّح بذا *** كذا النسائي لتدرِ المأخذا
ونسبة الخلاف للرواةِ *** أي في الذي به الرسول آتِ
قال الإمام إنّه في الواقعِ *** بواحدٍ أتى بلا ممانعِ
لكنّهم عن النبي كذبوا *** وعنه بالسبعة أيضا نسبوا
وليس هذا ببعيد المعنى *** على لبيب بالمعاني يعنى
وبعضهم أورد فيها خللا *** بأنها قد خالفت ما نقلا
من الصحيح في القياس يروى *** وفاشياً عند كثير يروى
كما أتي في سورة الأنعام *** من قتل أولادِهُمُ للشامي
وليس هذا واضح الإيرادِ *** بل إنه متّضح الفسادِ
لأنّ من يقرأ ليس للّغه *** ولا لرأي ودليل بلغه
بل الّذي صح له في النقلِ *** لازمه مبتغياً للفضلِ
وليس شرطاً أن يكون أفصحا *** من غيره في ذي اللغات أرجحا
بل الفصيح في الجواز كافِ *** وذا على اللبيب غير خافِ
فصار مسموعاً وهذا يسمى *** مستعملاً وذا إليه ينمى
هذا وقال الفاضل ابن مالكِ *** أكرم به من كاملٍ وسالكِ
وعمدتي قراءة ابن عامرِ *** فكم لها من عاضد وناصرِ
ولو فرضنا أن فيها مثل ما *** قال لكان مثل يأتي وكما
وأنّه استُثني من القياسِ *** وذاك واضح بلا التباسِ
كما وعاه السعد في (المطوّلِ) *** مصرّح به بلا تحوّلِ
ومثله ابن مالك في شرحِهْ *** لنظمه فإن ترده فانحَهْ
وآخرون اعترضوا وقالوا *** ليس تواتر هنا يقالُ
لأنهم في العدّ سبعة وذا *** ليس بعيداً يقتدى ويحتذى
فضلاً عن الحرف الذي به انفردْ *** أحدهم وليس ذا بمعتمدْ
يتبع…