في رحاب الزيارة الجامعة ـ 06
حسين آل إسماعيل
جاء في الزِّيارة الجامعة الشريفة: «والمَثَلِ الأعلى».
فُسِّرَ المَثَلُ بثلاثة معاني وهي على النحو التالي:
١) المَثَل بمعنى الحُجة والدَّليل والآية: كما يُستفاد هذا المعنى من كتاب الشموس الطالعة ص١٧٦ ولعل منه قوله تعالى في سورة الحشر آية ٢١: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾.
الأمثال: أي الآيات والدلائل القرآنية التي هي حجج.
٢) المَثَل بمعنى الحديث والقصة كما يُستفاد هذا المعنى من كتاب مجمع البحرين مادة مَثَل ص٤٩٥ لأنَّ العرب تُسمِّي الحديث الحسن والقصة الرائقة بالمَثَل كقوله تعالى في سورة الحج آية ٧٣: ﴿ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَ لَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ﴾.
٣) المَثَل بمعنى الصفة: لأنَّ المثل يُستعمل في توصيف الشيء كقوله تعالى في سورة محمد آية ١٥: ﴿مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ﴾.
مَثَلُ الجنة: أي صفة الجنة هكذا.
وهذه المعاني الثلاثة المذكورة للمثل يمكن إرادة جميعها من لفظ المثل في هذه الفقرة التي تصف آل محمد بأنهم المثل الأعلى.
فالمعنى الأول أهل البيت هم أعلى حجج الله وأكبر آياته وأعظم براهينه الدالة عليه والمبينة لقدرته كما جاء في البحار ج٣٦ ص٣ عن أمير المؤمنين× أنه قال: «ما لله آية أكبر مني».