في رحاب الزيارة الجامعة ـ 08

img

حسين آل إسماعيل

جاء في الزِّيارة الجامعة الشريفة: «وآتيتُم الزَّكاة».

مِنْ خِلال هذه الفقرة نتحدث في جانبين وهما ما يلي:

١) ما هي معاني الزَّكاة لغة واصطلاحاً؟

٢) ما هي الشَّواهد على إنفاق أهل البيت؟

للزَّكاة ثلاثة معانٍ وهي ما يلي:

١) الزَّكاة بمعنى العمل الصَّالح: في كتاب جواهر الكلام ج١٥ ص٢ أنَّ منه قوله تعالى في سورة مريم آية ٣١: ﴿وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَياً﴾.

٢) الزَّكاة بمعنى طهَّرَ: وهي مصدر زكَّى بالتَّشديد ومنه قوله تعالى في سورة الشمس آية ٩: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾.

أي قد أفلح مَن طهَّر نفسَه.

٣) الزَّكاة بمعنى نمَا: وهي مصدر زكَى بالتخفيف ومنه قوله تعالى في سورة البقرة آية ٢٣٢: ﴿ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ﴾.

أي ذلكُم أنمى لكُم وأطهر.

ومعنى الزَّكاة اصطلاحاً فقد عرَّفها الفقهاء بما يلي: «الزَّكاة: هي اسمٌ للصَّدقة المقدَّرة بأصل الشَّرع المتعلِّقة بالنِّصَاب في المال وفي الذِّمَّة».

فزكاة المال طهرٌ للمال، وزكاة الفِطرة طهرٌ للأبدان.

وهناك كثيرْ من الشَّواهد على بذل أهل الييت^ وعطائهم ومن يتصفَّح سيرتهم الغرَّاء يجد أنها مليئة بالبذل والعطاء ومن هذه الشَّواهد ما يلي:

١) تصدَّق أمير المؤمنين بصدقة في الَّليل وأخرى في النَّهار وثالثة في السِّرِّ وأخرى في العلن: إذ أنه× كان يملك أربعة دراهم فتصدَّق بها في تلك الأوقات وقد نصَّ القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة البقرة آية ٢٧٤: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً﴾.

٢) شهد لأمير المؤمنين بالبذل والعطاء حتى أعداؤه: فقد جاء في كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ج١ ص٢١: دخل محقن بن أبي محقن الضَّبِّي فسألة معاوية: من أين جئت؟ قال: جئتُك من عند أبخل النَّاس، فقال معاوية: «ويحك كيف تقول: إنه أبخل النَّاس، ولو مَلَكَ بيتاً من تِبرٍ وبيتاً من تِبنٍ لأنفد تِبرَه قبل تِبنهِ وهو الَّذي يكنس بيت المال ويُصلِّي فيها وهو الذي قال: يا صفراء ويا بيضاء غُرِّي غيري وهو الذي لم يخلف ميراثا وكانت الدُّنيا كلُّها بيده إلَّا ما كان مِنَ الشَّام».

سجَّل الشَّيخ المجلسي من مصادر الفريقين ما أوقفه أمير المؤمنين× من أمواله بخيبر، ووادي القُرى، وأبي نيزر، والبغيبغة، وأرباح، وأُدينه، ورغد، ورزين، ورياح، ثُمَّ ما أوقفه من مساجده، وآباره، ونخيله، وأنه كان غلته أربعين ألف دِينار جعله صدقة، وأنَّه كان يدعو اليتامى فيُطعمهم العسل، حتى قال بعض أصحابه: لوددت أنِّي كنت يتيماً، وأنَّه كان مثالاً للجود والعَطاء حتَّى نزل فيه قوله تعالى في سورة الَّليل آية ٥ و ٧: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة