في رحاب الزيارة الجامعة ـ 03
جاء في الزيارة الجامعة الشريفة: «وَفَصْلُ الخِطَابِ عِنْدَكُم».
الفَصْل: جاء في المفردات ص٣٨٠: «هو إبانة أحد الشيئين من الآخر حتى يكون بينهما فُرجة».
الخطاب لغة: جاء في كتاب مجمع البحرين ص١١٣: «الخِطاب: هو توجيه الكلام نحو الغير للإفهام، وقد ينقل إلى الكلام الموجَّه».
وفي كتاب الأنوار اللامعة ص١٣٨: «فُسِّرَ الخطاب: بالخطاب الفاصل بين الحق والباطل».
فتكون إضافته من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف أي الخطاب الفصل، نحو: كريم الأب، وطيب النفس.
وقد ورد في الأخبار أنَّ الأئمة^ هم فصل الخطاب كما رُوِيَ في مرآة الأنوار ص١٧٦ عن الباقرين’: «نحن فصل الخطاب ودلالة الخبر».
وقد ذكروا في معنى فصل الخطاب معانٍ متعددة منها ما يلي:
المعنى الأول/ المعرفة بجميع اللغات: كما أعطي سليمان× بما فُسِّرَ به قوله تعالى في سورة ص آية ٢٠: ﴿وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ﴾ (ص: 20).
رُوِيَ في بحار الأنوار ج٤٩ ص٨٧ عن أبي الصلت الهروي قال: كان الرضا× يُكلِّم الناس بلغاتهم وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكل لسان ولغة فقلتُ: يا بن رسول الله إني لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها. فقال×: «يا أبا الصلت، أنا حجة الله على خلقه وما كان الله ليتخذ حجة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم أو ما بلغك قول أمير المؤمنين×: «أوتيتا فصل الخطاب فهل فصل الخطاب إلا معرفة اللغات»».
المعنى الثاني/ أعطوا معاني الكلام الفصل: رُوِيَ في بحار الأنوار ج٢٦ ص١٤١ في حديث المفضل الجعفي عن أبي عبد الله الصادق× قال: «قال أمير المؤمنين عليه السلام: «أعطيت تسعا لم يعطها أحد قبلي سوى النبي| لقد فتحت لي السبل، وعلمت المنايا والبلايا، والأنساب وفصل الخطاب»».
المعنى الثالث/ القرآن الكريم الذي فيه بيان الحوادث من ابتداء الخلق للقيامة.
المعنى الرابع/ الحكم المخصوص في كل واقعة والجواب المسكت للخصم في كل مسألة.
المعنى الخامس/ فصل الخطاب التمييز بين الحق والباطل.
وصلى الله على محمد وآل محمد
حسين آل إسماعيل