في رحاب الزيارة الجامعة ـ 02
جاء في الزيارة الجامعة الشريفة: «وبموالاتكم تمَّت الكلمة».
١) ما المراد بالتَّمام؟ وما الفرق بينه وبين الإكمال؟
٢) ما المراد بالكلمة في هذه الفقرة من الزيارة؟
جاء في كتاب مجمع البحرين ص٥٠٦: «يُقال: أتممتُ الشيء بمعنى أكملته ، ومنه قوله تعالى: ﴿وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ﴾ (الصف: 8) أي مُكمله، فتمت الكلمة بمعنى كملت الكلمة».
وأما الفرق بين الإكمال والإتمام:
يقول تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ (المائدة: 3).
أولاً: ﴿أَكْمَلْتُ﴾ أكمل الأمْر: أي أنهاهُ على مراحل مُتقطّعة، بينها فواصل زمنيّة.
فالذي عندهُ أيّام إفطار من شهر رمضان وعليه صيامها فيما بعد، لديه فرصة ١١ شهراً لقضائها، ولو على فترات متقطّعة، لذلك قال تعالى: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ﴾ (البقرة: 185).
ثانياً: ﴿أَتْمَمْتُ﴾ أما أتمّ الأمر: يجب أنْ لا ينقطع العمل حتّى ينتهي.
فلا يجوز مثلاً: الإفطار أثناء النهار في صيام رمضان، ولو لفترة قصيرة جدّاً.
لذلك يقول الله تعالى: ﴿ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ (البقرة: 187) ولم يقل: «أكملوا».
وكذلك لا يجوز للإنسان أنْ يتحلّل مِنَ الإحرام في الحجّ حتى ينتهي من شعائره.
لذلك يقول الله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلهِ﴾ (البقرة: 196) وليس أكملوا الحج.
فلماذا الدين «اُكْمل» بينما النعمة «أُتمّت»؟
لأنَّ الدين نزل على فتراتٍ متقطّعة على مدى ٢٣ عاماً، ولكن المُلفت للنظر أنَّ نعمة الله لم تنقطع أبداً، فقال تعالى: ﴿وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾. فنِعمةُ الله لمْ تَنقطع، ولا حتى ثانية واحدة عن هذه الامة. فانظر إلى الدقة في المعنى بين اللفظين.
وأمَّا المراد بالكلمة في هذه الفقرة الشريفة فهناك معنيان وهما ما يلي:
المعنى الأول/ أنها كلمة التوحيد: فبمولاتكم التوحيد الكامل، وفي هذا إشارة إلى حديث سلسلة الذهب المروي عن الإمام الرضا×.
المعنى الثاني/ أنها كلمة الإيمان والدِّين: فبموالاتكم الإيمان والدِّين الكامل، إشارة إلى قوله تعالى في سورة المائدة آية ٣: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾.
فولاية أهل البيت^ هي الركن الركين في حقيقة الدِّين لشريعة سيد المرسلين.
وصلى الله على محمد وآل محمد
حسين آل إسماعيل