في رحاب الزيارة الجامعة ـ 01
جاء في الزيارة الجامعة الشريفة: «السلام على محال معرفة الله».
ما المراد من أنَّ أهل البيت^ هم محال معرفة الله؟
الجواب: فُسِّرَتْ هذه الفقرة بتفسيرين وهما ما يلي:
المعنى الأول/ لا يعرف الله حق معرفته إلَّا هم: فهم أعرف الناس بالله سبحانه وتعالى والتامين في معرفته والأدلة على ذلك كثيرة منها ما يلي:
أ) رُوِيَ في كتاب بحار الأنوار للشيخ المجلس قدَّس الله نفسه الطاهرة ج٣٩ ص٨٤ قال رسول الله| لأمير المؤمنين×: «يا علي ما عرف الله حق معرفته غيري وغيرك، وما عرفك حق معرفتك غير الله، وغيري».
ب) رُوِيَ في بحار الأنوار ج٤٠ ص١٣٥ عن الأصبغ بن نباتة أنه قام لأمير المؤمنين× رجل يُقال له ذعلب فقال: يا أمير المؤمنين هل رأيتَ ربك؟ فقال: «ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعبد ربًّا لم أره». قال: فكيف رأيته؟ صفه لنا. قال: «ويلك لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان».
المعنى الثاني/ لا يُعرَفُ الله تعالى إلا بهم: فلا يتوصل إلى المعرفة الحقة إلا بتعريفهم، فتعود المعرفة الصادقة إليهم صلوات الله وسلامه عليهم.
والأدلة على ذلك كثيرة ومتعددة منها ما يلي:
أ) رُوِيَ في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق في حديث عبد الله بن أبي يعفور عن الإمام الصادق× أنه قال: «بنا عُرِفَ الله وبنا عُبِدَ الله ونحن الأدلاء على الله ولولانا ما عُبِدَ الله».
ب) رُوِيَ في بحار الأنوار ج٢٣ ص٩٩ حديث نصر العطار أنه قال: قال رسول الله| لأمير المؤمنين×: «ثلاث أقسم أنهن حق: أنَّك والأوصياء من بعدك عُرفاء لا يُعرف الله إلا بسبيل معرفتكم وعُرفاء لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعُرفاء لا يدخل النار إلا من انكركم وانكرتموه».
حسين آل إسماعيل