شعراء القطيف (المرهون)
الأديب محمّد علي الناصرِ
المولود عام (1362)
ويقول في الغدير:
دع عنك ذكر الغادة الحسناءِ *** واترك هيامك في هوى أسماءِ
ودع الثناء على الغواني وادّخر *** ما كان عندك من جميل ثناءِ
وامدح به من قال فيه محمّد *** يوم الغدير ولاؤه كولائي
يوم الغدير وإنني لم أستطع *** إحصاء ما فيه من النعماءِ
يوم به خطب النبي محمّد *** في مجمع في تلكم الصحراءِ
وقفت ركائبهم بهم في قفرة *** نزلوا ولا مرعى ولا من ماءِ
والشمس في وقت الظهيرة فاغتدى *** كلّ يقي أقدامه برداءِ
وهنالك المختار أبدى خطبة *** غرّاء تخرس منطق البلغاءِ
وأقام حيدرة إماماً بعده *** يهديهُمُ للشرعة السمحاءِ
يدعوهُمُ من كنت مولاه فذا *** مولاه فارضوا معشر الشهداءِ
يا منكراً يوم الغدير وفضله *** مهلاً ففي التحقيق خير أداءِ
انظر إلى الكتب الصحيحة كي ترى *** إيضاح ما قلنا بغير مراءِ
وإليك (مسند أحمد) [1] فانظر تجد *** ذكرى الغدير ويومه الوضّاءِ
سل مسلماً وسل (الصواعق) عنه واسـ *** ـأل أكثر الحفّاظ والعلماءِ
قال الإماميون في ثبت نصّه *** وحديثه بصحيفة بيضاءِ
فسل الغدير عن الغدير ولا ترد *** بدلاً به فيه شفاء الداءِ
إيهٍ أمينيّ العلوم وكنزها *** وأمينها من أعظم الاُمناءِ
يا كوكب النجف الأغرّ ومن غدا *** كالدرة البيضا بعين الرائي
إني ولست مبالغاً في مدحكم *** حتّى ولو أسهبت في الإطراءِ
أقسمت باللّه الكريم وبالنبـ *** ـيّ المصطفى والآل والزهراءِ
كان الغدير على تلألؤ نوره *** مستخفياً بالنكر والبغضاءِ
فأبنتَه كالصبح لاح لناظر *** وجلوته للناس مثل ذُكاءِ
أوضحت للخصم الألدّ دليلنا *** ورفعت أرؤسنا إلى الجوزاءِ
_________________
[1] مسند أحمد 1: 84، 119، 152، 331، 4: 281، 370، 372، 5: 347، 366، 370، 419.