شعراء القطيف (المرهون)
الأديب سعيد البريكي
المولود عام (1361) ه
ويقول أيضاً في رثاء الحسين عليه السلام:
هو المجد في يومك الواحدِ *** ومن نورك المشرق الصاعدِ
هو الحق يهتف عبر القرون *** مشيداً بموقفك الخالدِ
فيومك باقٍ يهزّ الكريم *** ويعصف بالوكل الراقدِ
فيبعث في القلب روح الفدا *** ويوري العزيمة في ساعدي
غداة تساءلَ فيها الهدى *** فلم يرَ غيرك من قائدِ
وصاح بك الدين مستصرخاً *** لتحميه من نزق الجاحدِ
رأيت الكرامة مهدورة *** فصحت بنفسك أن جالدي
دعاك إلى اللّه داعي الضمير *** فثرت على وضعها الفاسدِ
مشيت إلى الموت مستبشراً *** كمشي محبّ إلى ناهدِ
وسرت إلى ساحة المكرمات *** مشوقاً إلى عزّها الخالدِ
وقفت بها تتحدّى المنون *** وثرت بها ثورة الماردِ
وما روّعت قلبك المرهفات *** ولا فتّ في عزمك الصامدِ
ولا زحزحتك سيول النبال *** ولا ثورة اللهب الحاقدِ
وقلت لنفسك بيعي الحياة *** فلا خير في عيشها الراكدِ
إذا لم أعش في الورى سيّداً *** أسير على منهج الرائدِ
وأحمي شريعة خير الورى *** برغم المناوئ والحاسدِ
فعنديَ كأس الردى مترعاً *** ألذّ من العسل الباردِ
واُغضي صغاراً لنيل الحياة *** وأطمع في عيشها البائدِ
أأغضي يميني مستسلماً *** إلى بيعة النزق الجاحدِ
وفي صارمي تتلاشى الشكوك *** وفي خافقي عزمة الرائدِ
فما موتة بين سمر القنا *** سوى موتة البطل الماجدِ
ولما قضيت حقوق العلا *** وأديت نذرك للواحدِ
قضيت بنفسي ظامي الحشا *** تحنّ إلى وردها الباردِ
وسيقت نساؤك سوق الإما *** إلى فاسق للهوى عابدِ
تنوح فيقرعها سائق *** وتفزعها قسوة القائدِ