أعمال شهر رمضان: أدعية وداع شهر رمضان
العلامة الشّيخ علي الشيخ منصور المرهون
دعاء الوداع للإمام الصادق×
وادع أيضاً بدعاء الوداع المروي عن الصادق× كما في المصباح وزاد المعاد:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُمَّ إنَّكَ قُلتَ في كِتابِكَ المُنزَلِ عَلى لسان نَبِيِّكَ المرسَلِ‘ وَقولُكَ حقَ: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ﴾ وهذَا شَهرُ رَمَضانَ قَد تَصَرَّمَ، وانقضَتْ أيّامُهُ ولياليهِ، فَأَسأَلُكَ بِوَجهِكَ الكَريمِ وكَلَماتِكَ التّامَّةِ ، إن كانَ بَقِيَ عَلَيَّ ذَنبٌ لَم تَغفِرهُ لِي، أو تُرِيدُ أن تُعَذِّبَني عَلَيهِ، أو تُقايِسَني بِهِ، أن يَطلُعَ فَجرُ هذِهِ اللَّيلَةِ، أو يَتَصَرَّمَ هذا الشَّهرُ، إلّا وقَد غَفَرتَهُ لي، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.
اللهُمَّ لَكَ الحَمدُ بِمَحامِدِكِ كُلِّها، أوَّلِها وآخِرِها، ما قُلتَ لِنَفسِكَ مِنها وما قالَ الخَلائِقُ الحامِدونَ المُجتَهِدونَ المَعدِّدونَ المْؤثِرونَ في ذِكرِكِ وَالشُّكرِ لَكَ، الَّذينَ أعَنتَهُم عَلى أداءِ حَقِّكَ، مِن أصنافِ خَلقِكَ، مِنَ المَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ، وَالنَّبِيِّينَ وَالمُرسَلينَ، وأصنافِ النّاطِقينَ، المُسَبِّحينَ لَكَ مِن جَميعِ العالَمينَ، عَلى أنَّكَ بَلَّغتَنا شَهرَ رَمَضانَ، وعَلَينا مِن نِعَمِكَ، وعِندَنا مِن جَزيلِ قِسَمِكَ وإحسانِكَ، وتَظاهُرِ امتِنانِكَ، بِذلِكَ لَكَ مُنتَهَى الحَمدِ الخالِدِ، الدّائِمِ الرّاكِدِ، المُخَلَّدِ السَّرمَدِ، الَّذي لا يَنفَدُ طولَ الأَبَدِ، جَلَّ ثَناؤُكَ، أعَنتَنا عَلَيهِ حَتّى قَضَيتَ عَنَّا صِيامَهُ وقِيامَهُ، وما كانَ علينا مِن صَلاةٍ وما كانَ مِنّا مِن بِرٍّ أو شُكرٍ، أو ذِكرٍ، اللهُمَّ فَتَقَبَّلهُ مِنّا بِأَحسَنِ قَبولِكَ، وتَجاوُزِكَ وعَفوِكَ، وصَفحِكَ وغُفرانِكَ، وحَقيقَةِ رِضوانِكَ، حَتّى تُظفِرَنا فيهِ بِكُلِّ خَيرٍ مَطلوبٍ، وجَزيلِ عَطاءٍ مَوهوبٍ، وتؤمّنُنا فِيهِ مِنْ كُلِّ مَرهوبٍ، وذَنْبٍ مَكتُوبٍ.
اللهُمَّ إنّي أسأَلُكَ بِعَظيمِ ما سَأَلَكَ به أحَدٌ مِن خَلقِكَ، مِن كَريمِ أسمائِكَ، وجَزيلِ ثَنائِكَ، وخاصَّةِ دُعائِكَ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأن تَجعَلَ شَهرَنا هذا أعظَمَ شَهرِ رَمَضانَ مَرَّ عَلَيْنا مُنذُ أنزَلتَنا إلَى الدُّنيا، بَرَكَةً في عِصمَةِ ديني، وخَلاصِ نَفسي، وقَضاءِ حَاجتي، وتشفُّعي في مَسائِلي، وتَمامِ النِّعمَةِ عَلَيَّ، وصَرفِ السُّوءِ عَنّي، ولِباسِ العافِيَةِ لي، وأن تَجعَلَني بِرَحمَتِكَ مِمَّن خِرتَ لَهُ ليلة القدر وجعلتها له خَيراً مِن ألفِ شَهرٍ، في أعظَمِ الأَجرِ، وكَريمِ الذُّخرِ، وَطُولِ العُمْرِ، وحُسنِ الشُّكرِ، ودَوامِ اليُسْرِ.
اللهُمَّ وأسأَلُكَ بِرَحمَتِكَ وطَولِكَ، وعَفوِكَ ونَعمائِكَ وجَلالِكَ، وقَديمِ إحسانِكَ وَامتِنانِكَ، أن لا تَجعَلَهُ آخِرَ العَهدِ مِنّا لِشَهرِ رَمَضانَ، حَتّى تُبَلِّغناهُ مِن قابِلٍ عَلى أحسَنِ حالٍ، وتُعَرِّفَني هِلالَهُ مَعَ النَّاظِرينَ إلَيهِ والمُتَعَرِّفينَ لَهُ في أعفى عافِيَتِكَ ، وأتَمِّ نِعمَتِكَ وأوسَعِ رَحمَتِكَ وأجزَلِ قِسَمِكَ.
اللهُمَّ يا رَبِّيَ الَّذي لَيسَ لي رَبٌّ غَيرُهُ، لا يَكونُ هذَا الوَداعُ مِنّي وَداعَ فَناءٍ، ولا آخِرَ العَهدِ مِن الِلِّقاءِ حَتّى تُرِيَنيه مِن قابِلٍ في أَسْبَغِ النِّعَمِ، وأفضَلِ الرَّخاءِ، وأنَا لَكَ عَلى أحسَنِ الوَفاءِ، إنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ.
اللهُمَّ اسمَع دُعائي وَارحَم تَضَرُّعي وتَذَلُّلي لَكَ، واستِكانَتي لك وتَوَكُّلي عَلَيكَ، وأنَا لَكَ مُسلِّمٌ لا أرجو نَجاحاً، ولا مُعافاةً، ولا تَشريفاً، ولا تَبليغاً إلّا بِكَ ومِنكَ، فَامنُن عَلَيَّ جَلَّ ثَناؤُكَ، وتَقَدَّسَت أسماؤُكَ، بِتَبليغي شَهرَ رَمَضانَ وأنا مُعافىً مِن كُلِّ مَكروهٍ ومَحذورٍ، ومِن جَميعِ البَوائِقِ، الحَمدُ للهِ الَّذي أعانَنا عَلى صِيامِ هذَا الشَّهرِ وقِيامِهِ حَتّى بَلَّغَنا آخِرَ لَيلَةٍ مِنهُ.
اللهُمَّ، إنِّي أَسْأَلُكَ بِأَحَبِّ ما دُعِيتَ بِهِ، وَأَرْضَى مَا رَضيتَ بِهِ عَنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، أنْ تُصَلِّي على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تَجْعَلْ وَدَاعِي شَهْرَ رَمَضَانَ وَدَاعَ خُرُوجِي مِنَ الدنيَا، وَلا وَدَاعَ آخِرَ عِبَادَتِي فِيهِ، وَلا آخِرَ صَوْمي لَكَ، وَأرْزُقْني العَوْدَ فِيهِ ، ثُمَ العَوْدَ بِرَحْمَتِكَ يا وَلِيَّ المُؤْمِنِينَ، وَوَفِّقْني فِيهِ لِلَيْلَةِ القَدْرِ، وَاجْعَلْهَا لي خَيْراً مِنْ ألفِ شَهْرٍ، رَبَّ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالجِبَالِ وَالبِحَارِ، وَالظُلَمِ وَالَأنْوَارِ، وَالَأرْضِ وَالسَّمَاءِ، يَا بَارِئُ يا مُصَوِّرُ يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ يا اللهُ يا رَحْمنُ يا رَحيم، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا بَدِيعَ السماواتِ و الأرض، لَكَ الَأسمَاءُ الحُسْنَى، وَالأمثالُ العُليا، وَالكِبْرِيَاءُ وَاَلآلاءُ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، أنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي في هَذِهِ اللَّيْلَةِ في السُّعَدَاءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ، وَإحْسَانِي في عِلِّيِّيْنَ ، وَإسَاءَتِي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لي يَقِيناً تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَإيمَاناً لا يَشُوبُهُ شَكٌّ، وَرِضا بِمَا قَسَمْتَ لي، وَأَنْ تُؤْتِيَني فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَأَنْ تَقِيَني عَذَابَ النَّارِ الحَريقِ.
اللهُمَّ أجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الَأمْرِ المَحْتُومِ، وَفِيمَا تُفَرِّقُ مِنَ الأمْر الحَكِيمِ، في لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضَاءِ الذي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ وَلا يُغَيَّرُ، أنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجَّاجَ بَيْتِكَ الحَرَامِ، المَبْرُورِ حَجُّهُمْ، المَشْكُورِ سَعْيُهُمْ، المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ، المُكَّفِر عَنْهُمْ سَيِّئَاتُهُم، وَاجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي وَتُقَدِّرُ، أن تطيل عُمري، وأنْ تَعْتِقَ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ وَلَمْ يَسْأَلِ العِبَادُ مِثْلَكَ جُوداً وَكَرَماً، وَأَرْغَبُ إلَيكَ، وَلَمْ يُرْغَبْ إلى مِثْلِكَ، أنْتَ مَوْضِعُ مَسْأَلَةِ السَّائِلِينَ، وَمُنْتَهَى رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ، أَسْأَلُكَ بأعظمِ المَسَائِلِ كُلِّهَا، وأفضَلِها وَأَنْجَحِهَا، التي يَنْبَغِي لِلْعِبَادِ أنْ يَسْأَلُوكَ بِهَا، يا اللهُ يا رَحْمنُ، وَبِأَسْمَائِكَ ما عَلِمْتُ مِنْهَا وَماَ لَمْ أَعْلَمْ، وَبِأَسْمَائِكَ الحُسْنَى، وَأَمْثَالِكَ العُلْيَا، وَبِنِعَمِكَ التي لا تُحْصَى، وَبِأَكْرَمِ أَسْمَائِكَ عَلَيْكَ وَأَحَبِّهَا إليك، وَأَشْرَفِهَا عِنْدَكَ مَنْزِلَةً، وَأَقرَبِهَا مِنْكَ وَسِيلَةً، وَأجَزَلِهَا مِنْكَ ثَوَاباً، وَأَسْرَعِهَا لَدَيْكَ إِجَابَةً، وَبِاسْمِكَ المَكْنُونِ المَخزُونِ الحَيِّ القَيُّومِ، الَأكْبَر، الَأجَلِّ، الذي تُحِبُّهُ وَتَهْوَاهُ، وَتَرْضَى عَمَّنْ دَعَاكَ بِهِ، وَتَسْتَجِيبُ لَهُ دَعَاءَهُ، وَحَقٌّ عَلَيْكَ أنْ لا تُخيِّبَ سَائِلَكَ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ في التَوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ، وَالزَّبُورِ وَالفرقان، وَبِكُلِّ اسْمٍ دَعَاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ، وَمَلَائِكَةُ سَماوَاتِكَ وَجَمِيعُ الَأصْنَافِ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ نَبِيٍّ أو صِدِّيقٍ أو شَهِيدٍ وَبِحَقِّ الرَّاغِبِينَ إلَيكَ، الفرِقينَ مِنْكَ، المُتَعَوِّذِينَ بِكَ، وَبِحَقِّ مُجَاوِرِي بَيْتِكَ الحَرَامِ، حُجَّاجاً وَمُعْتَمِرِينَ وَمُقَدِّسِينَ، وَالمُجَاهِدِينَ في سَبِيلِكَ، وَبِحَقِّ كُلِّ عَبْدٍ مُتَعَبِّدٍ لَكَ في بَرٍّ أو بَحْرٍ، أو سَهْلٍ أو جَبَلٍ، أَدْعوُكَ دُعَاءَ مَنْ قَدِ اشْتَدَّتُ فَاقَتُهُ، وَكَثُرَتْ ذُنُوبُهُ، وَعَظُمَ جُرْمُهُ، وَضَعُفَ كَدْحُهُ، دُعَاءَ مَنْ لا يَجِدُ لِنَفْسِهِ سَادّاً، وَلا لِضَعْفِهِ مُقَوِّياً، وَلا لِذَنْبِهِ غَافِراً غَيْرَكَ، هَارِباً إلَيكَ ، مُتَعَوِّذاً بِكَ، متعبِّداً لك، غَيْرَ مُسْتَكْبِرٍ وَلا مُسْتَنْكِفٍ، خَائِفاً بَائساً فَقِيراً، مُسْتَجيراً بِكَ، أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَعَظَمَتِكَ، وَجَبَرُوتِكَ، وَسُلْطَانِكَ، وَبِمُلْكِكَ، وَبِبَهَائِكَ وَجُودِكَ وَكَرَمِكَ، وَبِآلآئِكَ وَحُسْنِكَ وَجَمَالِكَ، وَبِقُوَّتِكَ على ما أَرَدْتَ مِنْ خَلْقِكَ، أَدْعُوكَ يا رَبِّ خَوْفاً وَطَمَعاً، وَرَهْبَةً وَرَغْبَةً، وَتَخَشُّعاً وَتَمَلُّقاً، وَتَضَرُّعاً وَإلحافاً وإلحَاحاً، خَاضِعاً لَكَ، لا إلهَ إلّا أنْتَ، وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، يا قُدُّوسُ يا الله يا الله يا الله، يا رَحْمنُ يا رَحْمنُ يا رَحْمنُ، يا رَحِيمُ يا رَحِيمُ يا رَحِيمُ، يا رَبُّ يا رَبُّ يا رَبُّ، أَعُوذُ بِكَ، يا اللهُ الوَاحِدُ الَأحَدُ، الصَّمَدُ الوتْرُ، المُتَكَبِّرُ المُتَعَالِ، وَأَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ ما دَعَوْتُكَ بِهِ، وَبِأَسْمَائِكَ التي تَمْلُأ أَرْكَانَكَ كُلَّهَا، أنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لي ذَنْبِي وَارْحَمْني، وَأوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، وَتَقَبَّلْ مِنِّي شَهْرَ رَمَضَانَ وَصِيَامَهُ وَقِيَامَهُ، فَرْضَهُ وَنَوَافِلَهُ، وَاغْفِرْ لي وَارْحَمْني وَاعْفُ عَنِّي، وَلا تَجْعَلْهُ آخرَ شَهْرِ رَمَضَانَ صُمْتُهُ لَكَ وَعَبَدْتُكَ فِيهِ، وَلا تَجْعَلْ وَدَاعِي إيَّاهُ وَدَاعَ خُرُوجِي مِنَ الدنيَا.
اللهُمَّ أَوجِبْ لي مِنْ رَحْمَتِكَ، وَمَغْفِرَتِكَ، وَرِضْوَانِكَ، وَخِشْيَتِكَ، أَفْضَلَ ما أَعْطْيتَ أَحَداً مِمَّنْ عَبَدَكَ فِيهِ، اللهُمَّ لا تَجْعَلْني آخِرَ مَنْ سَأَلَكَ فِيهِ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ أَعْتَقْتَهُ في هَذَا الشَّهْرِ مِنَ النَّارِ، وَغَفَرْتَ لَهُ مِنْ ذَنْبِهِ ما تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ، وَأَوجَبْتَ لِهُ أَفْضَلَ ما رَجَاكَ وَأَمِلَ مِنْكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللهُمَّ، ارزُقْني الَعَوْدَ في صِيامِهِ لَكَ وَعِبَادَتِكَ فِيهِ، وَاجعَلنِي مِمَّنْ كَتَبْتَهُ في هَذَا الشَّهْرِ مِنْ حُجّاجِ بَيْتِكَ الحَرَامِ، المَبْرُورِ حَجُّهُمْ، المشكورِ سعيُهُم، المَغْفُورِ لَهُمْ ذَنْبَهُمْ، المُتَقَبَّلِ عَمَلَهُمْ آمينَ آمين آمين ربَّ العَالَمِينَ.
اللهُمَّ لا تَدَعْ لي فِيهِ ذَنْباً إلَّا غَفَرْتَهُ، وَلا خَطِيَئَةً إلَّا مَحَوْتَهَا، وَلا عَثْرَةً إلَّا أَقَلْتَهَا، وَلا دَيْناً إلَّا قَضَيْتَهُ، وَلا عَيْلَةً إلَّا أَغْنَيْتَهَا، وَلا هَمّاً إلَّا فَرَّجْتَهُ، وَلا فَاقَةً إلَّا سَدَدْتَهَا، وَلا عُرْيَاناً إلَّا كَسَوْتَهُ، وَلا مَرَضَاً إلَّا شَفَيْتَهُ، وَلا دَاءً إلَّا أذْهَبْتَهُ، وَلا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إلَّا قَضَيْتَهَا على أَفْضَلِ أَمَلِي وَرَجَائِي فِيكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللهُمَّ لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا، وَلا تُذلَّنَا بَعْدَ إِذْ أعْزَزْتَنَا، وَلا تَضَعْنَا بَعْدَ إذْ رَفَعْتَنَا، وَلا تُهِنَّا بَعْدَ إذْ أكْرَمْتَنَا، وَلا تُفْقِرْنَا بَعْدَ إذْ أَغْنَيْتَنَا، وَلا تَمْنَعْنَا بَعْدَ إذْ أَعْطَيْتَنَا، وَلا تَحْرِمْنَا بَعْدَ إذْ رَزَقْتَنَا، وَلا تُغَيِّرْ شَيْئَاً مِنْ نِعَمَكَ عَلَيْنا وَإحْسَانِكَ إلَيْنا لشَيءٍ كَانَ مَنْ ذُنُوبِنَا، وَلا لِمَا هُوَ كَائِنٌ مِنَّا، فَإنَّ في كَرَمِكَ، وَعَفْوِكَ، وَفَضْلِكَ سَعَةً لِمَغْفِرَةِ ذُنُوبِنَا، فَاغْفِر لنا وَتَجَاوَزْ عَنَّا، وَلا تُعَاقِبْنَا عَليها يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللهُمَّ أكْرِمْني في مَجْلِسِي هَذَا كَرَامَةً لا تُهِيننيِ بَعْدَهَا أَبَداً، وَأَعِزَّني عِزّاً لا تَذِلَّني بَعْدَهُ أَبَداً، وَعَافِني عَافِيَةً لا تَبْتَلِني بَعْدَهَا أَبَداً، وَارْفَعْنِي رَفَعَةً لا تَضَعُني بَعْدَهَا أَبَداً، وَاصرِفْ عَنَّي شَرَّ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، وَشَرَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَشَرَّ كُلِّ قَرِيبٍ أو بَعِيدٍ، وَشَرَّ كُلِّ صَغِيرٍ أو كَبِيرٍ، وَشَرَّ كُلِّ دَابَّةٍ أنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إنَّ رَبِّي على صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
اللهُمَّ ما كَانَ في قَلْبي مِنْ شَكٍّ أو رِيبَةٍ أو جُحُودٍ أو قُنُوطٍ، أو فَرَحٍ أو مَرَحٍ، أو بَطَرٍ أو بَذْخٍ، أو خُيَلاءَ أو رِيَاءَ، أو سُمْعَةٍ أو شِقَاقٍ، أو نِفَاقٍ أو كُفْرٍ، أو فُسُوقٍ أو مَعْصيَةٍ، أو شَيْءٍ لا تُحِبُّ عَلَيْهِ وَلِّياً لَكَ، فَأَسْأَلُكَ أنْ تَصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَمْحُوَهُ مِنْ قَلْبِي، وَتُبَدِّلَني مَكَانَهُ إيمَاناً بِوَعْدِكَ، وَرِضَا بِقَضَائِكَ، وَوَفَاءً بِعَهْدِكَ، وَوَجَلاً مِنْكَ، وَزُهْداً في الدُّنْيَا، وَرَغْبَةً فِيمَا عِنْدَكَ، وَثِقَةً بِكَ، وَطُمَأنِينَةً إلَيكَ، وَتُوْبَةً نَصوُحاً إلَيْكَ.
اللهُمَّ إنْ كُنْتَ بَلَّغْتَنَاهُ وَإلّا فَأَخِّر عنّا آجَالَنَا إلى قَابِلٍ حَتَّى تُبَلِّغَنَاهُ في يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثيراً وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ عَلَيهِم.
* * *
وادع بدعاء النبي | آخر جمعة من الشهر:
اللهُمَّ لَا تجعَلْهُ آخرَ العَهْدِ مِنْ صِيَامِنَا إيَّاهُ، فإن جعَلْتَهُ فاجْعَلْنِي مَرْحُومَاً وَلا تَجعَلْنِي مَحْرُوماً.
فإنه من قال ذلك ظفر بإحدى الحُسنيين: إما ببلوغ شهر رمضان من قابلٍ، وإما بغفران الله ورحمته.