الباب الثاني: في كونه محروساً عن الزّيادة والنقصان (الكامل في فضل القرآن وقراءاته ونعوته ـ 14)

img
أشعار 0 ----

وهكذا الشيخ الشهيد قالا *** في عدة أكرم به مفضالا

ستة آلاف وست مئةِ *** ستّ وستّون لها قد تلتِ

ونحوه المقداد في (الكنز) ذكرْ *** وذا مقارب لعد مستطرْ

وجاءت الأقوال في خلافه *** فبعضهم ما زاد عن آلافِهِ

وبعضهم زاد عليه وبذا *** خمسة أقوال وكلّ نبذا

إذ ليس فيها عدد تواترا *** ولا موافق له كما ترى

وهكذا الجلال في (الإتقانِ) *** في غاية التصريح والبيانِ

بأنّه في أصله قد جاءا *** أخا تواتر وعِ الأجزاءا

كحكم أصله بلا نزاعِ *** لكونه موفّر الدّواعي

إذ ضبطوا حروفه تعدادا *** وضمّنوا آياته الأعدادا

وبيّنوا الأجزاء والأسباعا *** وعيّنوا الأنصاف والأرباعا

وكتبوا مادونه بالخُمره([1]) *** ونحوها كي يوضحون أمره

وما أتى مخالفا لما مضى *** بأن تغييراً عليه عرضا

لحكمه الطرح أو التأويلُ *** لمّا عليه حصل الدليلُ

لأنّه مخالف الكتابِ *** وما عليه شهرة الأصحابِ

وما رووا أن كذا نزولُهُ *** فإنّما مقصودهم تأويلُهُ

ولو فرضنا كونه قرآنا *** فهو على حكم الشذوذ بانا

أو أنّ هذا كان قبل النقصِ *** لو سلموه فانعمن بالفحصِ

ولم يجوّز أحد قراءتهْ *** لذي صلاةٍ فيري براءتهْ

نعم رآها القاضيان كالخبرْ *** في حجة بها ولي فيه نظرْ

وبعضهم قد يدخل التفسيرا *** في أصله فيوهم التغييرا

كذا حكاه الفاضل السيوطي *** وهو حَرٍ بالموضع المحوطِ

فقد يكون ما رووا محتملا *** لأن يكون من هنا فاحتملا

وهكذا رواية البزنطي *** فإنّها ليست لنقصٍ تعطي

وقبلها رواية السكوني *** ومرسل ابن مسلم الأمون

وشيخنا في (مجمعِ البيان) *** أعني الطبرسيَّ عظيم الشّانِ

وافق في ذاك الشريف المرتضى *** وغير ما اختاراه قول نُقضا

_____________________

([1]) الخُمرة: الورس، وأشياء من الطيب. المخصّص ج2، ق2: 200.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة