شعراء القطيف (المرهون)

img

الشيخ إبراهيم الغراش

المتولّد سنة (1 / 1 / 1361)

ويقول في رثائه عليه السلام أيضاً:

في كربلا قد حطّ رحل السرى *** سبط نبي الحقّ سبط الورى

في فتية من آله أصبحت *** تعلو على كلّ الملا مفخرا

اُسد لها الحقّ شعار وما *** تقفو سوى الحق ولن تقسرا

لكنها لم تبتغِ منهجاً *** غير رضا اللّه وفيه ترى

فأثبتت عزّاً لها لم يزل *** عبيره يساير الأدهرا

واستخدمت كلّ زمان لها *** يثني عليها حامداً شاكرا

ببذلها الأنفس في معرك *** عجاجه وسط السما غبّرا

وأسعرت ناراً لحرب العدا *** فاسأل بيوم الطفّ ماذا جرى

يوم به أنصار دين الهدى *** صيّرت الأرض دماً أحمرا

تحسب في الحرب المنى والذي *** يصيب من أسيافها عنبرا

كلاّ تراه في الوغى باسماً *** كالبدر في اُفق السما أسفرا

لولا قضاء اللّه في خلقه *** لم يتركوا من العدى فاجرا

لكن أمر اللّه في أرضه *** لكل من فيها غدا قاهرا

فلم يزالوا في قراع إلى *** أن جُدّلوا صرعى بحرّ الثرى

وظلّ فرداً يا بنفسي له *** ليس له من الورى ناصرا

هناك سلّ البيض من غمدها *** في حدّه الموت بدا مخبرا

وأقحم الخيل بجيش العدى *** وهو وحيد بينهم حائرا

فعاينت منه العدى موقفاً *** يشبه فيه المرتضى القسورا

كم بطل أرداه كم فارس *** كم أصيد جدّله بالثرى

كم أروع أذاقه حتفه *** كم مدّرعْ من بأسه أدبرا

كم قسور سقاه كأس الردى *** وكم جرت من دمهم أبحرا

كم حطّم الجيش وضاق الفضا *** بآل حرب كم رأت عافرا

أقسم بالخالق لولا القضا *** عليه من رب السما سطّرا

لما استطاعوا أن يحيطوا به *** لكن أمر اللّه قد قدرا

فخرّ للموت فخرّ الهدى *** إذ خرّ من كان له مفخرا

وأصبح الدين له ناعياً *** بحسرة أبكت جميع الورى

والشمس من فقدانه أصبحت *** كاسفة والنور لن يبصرا

والخلق قد ضجّت له حسرة *** فيا له كسر ولن يجبرا

والدين قد حلت به نكبة *** فانفصمت منه وثيق العرا

فيا له من فادح مؤلم *** دهى العلا وللهدى أسهرا

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة