أشخاصٌ نَجَوا مِنَ القتل في كربلاء

img
عام 0 ----

مَنْ هم الذين نَجَوا مِنَ القتل في كربلاء من أنصار الإمام الحسين×؟

الجواب: هناك أربعة أشخاص نصروا الإمام الحسين× ولكنهم نَجَوا من القتل في كربلاء وهم كما يلي:

١) الحسن بن الحسن المثنى.

٢) الضَّحاك بن عبد الله المشرقي.

٣) الموقَّع بن ثمامة الصيداوي.

٤) عقبة بن سمعان مولى الرَّباب زوج الإمام الحسين×.

ولا بأسَ بتسليطِ الأضواءِ على كلِّ شخصيةٍ من هذه الشخصيات حيث إنَّ كثيرًا من المستمعين ليست لديهم ثقافة حول أبطال كربلاء وأنصار الإمام الحسين×:

١) الحسن بن الإمام الحسن السبط: ويُسمى الحسن بن الحسن المثنى وحبذا أن نقف على شيء من سيرته الطيبة:

مولده: وُلِدَ ـ رضوان الله تعالى عليه ـ في المدينة المنورة سنة ٣٧ هجرية.

أ) أُمُّه: خولة بنت منظور الفزاريَّة، تزوَّجها الإمام الحسن المجتبى× بعد مقتل طلحة بن عُبيد الله في حرب الجمل.

ب) كنيته: كان يُكنَّى بأبي محمد.

ج) زوجاته: تزوج من فاطمة بنت الإمام الحسين×، وتزوج من أم ولد، وكذلك تزوج من رملة بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وأنجب منهنَّ عدَّة أولاد، ومنه وإليه ينتسب السَّادة الحسنية.

د) جهاده: حضر واقعة كربلاء، وبرز للقتال، وأبلى بلاءً حسنًا حتى أُثخِن بالجراح، إلا أنَّه لم يُقتَل، وبعد المعركة استوهبه خالُه أسماء بن خارجة الفزاري مِن عُمَر بن سعد وأنقذ حياته، فعولج في الكوفة، ومن ثَمَّ انتقل للمدينة وكان عمره تسع عشرة سنة.

ه) وفاته: سمَّه الوليد بن عبد الملك ومات سنة ٩٧ هجرية وعمره ٥٣ سنة، ودُفِنَ في منطقة ينبوع النخل، ولمَّا مات ضربت زوجته فاطمة بنت الإمام الحسين× على قبره فسطاطًا وكانت تقوم الليل وتصوم النهار، ولما أكملت سنة قالت لمواليها: «إذا أظلم الليل فقوِّضوا هذا الفسطاط».

فلمَّا أظلم الليل سمعت صوتًا يقول:

هل وجدوا ما فقدوا

فأجابه آخرُ:

بل يئسوا فانقلبوا

٢) الضَّحاك بن عبد الله المشرقي: وهناك عدة أمور ترتبط به وهي ما يلي:

أ) لِقاؤه مع الإمام الحسين×: التقى الضّحاك مع الإمام الحسين× أثناء مسيره إلى الكوفة، وكان برفقته مالك بن النَّضر، فجاء الضَّحاك للإمام الحسين× فسلَّم عليه وجلس فردَّ الحسين× السلام عليه مُرَحِّبًا به، ثم سأله عن سبب مجيئه، فأجابه الضَّحاك: جئنا لنسلم عليك وندعو الله لك بالعافية، ونُحدِث بك عهدًا ونُخبرك خبر الناس بالكوفة، وإنَّا نُحدثك أنهم قد جمعوا على حربك، فما رأيك؟ فقال له الحسين×: حسبي الله ونِعْمَ الوكيل.

ب) سبب امتناعه عن نصرة الحسين: سأل الإمام الحسين× الضحاك عمَّا يمنعه من نصرته فأجابه الضحاك لسببين:

السبب الأول: لأنَّ عليه دينًا ثقيلًا.

السبب الثاني: لأنَّ له عيالًا.

ولكنَّ الضحاك قال للحسين×: «إنْ جعلتني في حِلٍّ من الانصراف إذا لم أجد مقاتلًا قاتلت عنك ما كان لك نافعًا».

فَقَبِلَ الحسين× بذلك، وانفصل الضَّحاك عن ابن عمه وبقي لجانب الإمام الحسين× وجاء معه إلى كربلاء.

ج) شجاعته وبطولته: بانت شجاعته في يوم عاشوراء، فقد قاتل القوم قتالا حسنًا وفي آواحر ساعات القتال أمر عمر بن سعد الرُّماة أنْ يرموا سهامهم لعقر خيول أصحاب الحسين×، إلا أنَّ الضحاك خبَّأها بين البيوت وقاتل الأعداء رَاجِلًا، وكان الحسين× يُشجعه ويقول له: «لا تشلَل، لا يقطع الله يدك جزاك الله خيرًا عن أهل بيت نبيك‘».

قال الضحاك: «لمَّا رأيتُ أصحاب الحسين قد أُصيبوا ولم يبقَ معه إلا سويد بن عمرو وبشير الحضرمي قلتُ للحسين: يا بن رسول الله قد علمت ما كان بيني وبينك قلتُ لك: أُقاتِل عنك ما رأيت مقاتلًا فإذا لم أرَ مقاتلًا فأنا في حِلٍّ من الانصراف فقلتَ: نعم، فقال له الحسين×: «صدقتَ وكيف لك بالنَّجاة؟ إنْ قدرتَ على ذلك فأنت في حِلٍّ» فأجابه الضحاك: قد كنتُ حيث رأيت خيل أصحابنا تعقر أقبلت بها حتى أدخلتها فسطاطًا لأصحابنا بين البيوت فلم يُصبها أيُّ أذىً وأنا الآن أركبها وأبتعد من هنا فأجابه الإمام الحسين× وقال له: «شأنك وحينئذ ركب الضحاك فرسه وابتعد عن ساحة المعركة ولحق به خمسة عشر فارسًا من جيش عمر ابن سعد»، ولمَّا وصل الضحاك إلى قرية شفية توقف فيها فعرفه بعض من لحق به إلا أنَّ جماعة من بني تميم استنقذوه منهم فخرج سالمًا من المعركة».

٣) الموقَّع بن ثمامة الصيداوي الأسدي: يُكنَّى بأبي موسى، جاء إلى الإمام الحسين× ليلًا في طف كربلاء، ودخل المعركة وصُرِعَ فاستنقذه قومه وأتوا به إلى الكوفة فأخفوه وبلغ عُبيد الله بن زياد خبره فأرسل عليه ليقتله فشفع فيه جماعة من بني أسد فلم يقتله، ولكن كبَّله بالحديد ونفاه إلى الزارة وهو موضع بعمان كان ينفي إليه زياد وعُبيد الله مَن شاء من أهل البصرة وكان الموقَّع مريضًا مِن أثر الجراحات التي به، فبقي في الزارة حتى توفي بها بعد سنة كاملة.

٤) عقبة بن سمعان: وهو مولى الرَّباب زوج الإمام الحسين×، وبعد المعركة تمَّ القبض عليه مِن قِبَلِ عمر بن سعد وأُطلق سراحه لكونه مملوكًا.

وصحابةٌ بذلوا النفوسَ لنصرهِ *** لم تُثنهم يوم الوغى أهواله

آساد يوم الروع هُمْ وإذا لهم *** حُشِدَ النَّدِيُّ فإنهم أقيالُهُ

هجروا لنصر الدِّين كلَّ مُحَبَّبٍ *** والموتُ لَذَّ لهم هناك وِصالُه

حسين آل إسماعيل

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة