شعراء القطيف (المرهون)

img

{69} الملاّ منصور الآجامي

المتولّد سنة (1327)

هو الملاّ منصور بن محمّد بن علي بن أحمد بن عبد اللّه آل عاشور الآجامي القطيفي المولود بالتاريخ المذكور. وقرية الآجام تقع ما بين العوامية وصفوى في الجهة الغربية، يسكنها كثير من العشائر العربية، ومن بينهم عشيرة مترجمنا المعروفة بآل عاشور، العشيرة العريقة بالنسب العربي. كل أفرادها من رجال الخير، ومن بينهم شاعرهم المذكور الذي نبغ في كل ما اُوتي من موهبة من تلقاء نفسه بفضل اللّه عليه، فقد أخذ القراءة والكتابة والخطابة لنفسه بنفسه، ومن طلبه الحثيث المتواصل لتحصيل ذلك، فهو اليوم في الآجام من أظهر أفرادها نصحاً وإرشاداً (أطال اللّه بقاه، وكثر اللّه في البلاد أمثاله)، وإليك هاتين القصيدتين من أدبه يرثي بإحداهما سيد الشهداء أبا عبد اللّه الحسين عليه السلام، وهما:

الاُولى:

اترك رقادك أيها المغرور *** لا تأمنن الدهر فهو غرورُ

لا تأمن الأيام إن أمانها *** خوف وإن صفاءها تكديرُ

أين الاُلى بنوا القصور وشيّدوا *** ذهبوا كأنهُمُ هبا منثورُ

أين الملوك مثال عادِ وتبّعٍ *** ساروا وأنت عقيبهم ستسيرُ

فتجنّب الدنيا الدنيّة إنها *** لعب ولهو زينة وغرورُ

واسلك سبيل الصالحين ذوي العلا *** جند الإله وجنده المنصورُ

أنصار سبط محمّد في كربلا *** باعوا نفوساً ما لهن نظيرُ

أجروا بحاراً بالدماء طوامياً *** وبها الجياد الصافنات تسيرُ

فلسمرهم تلك الصدور مراكز *** وإلى السيوف جماجم ونحورُ

وإذا سطوا وسط الجموع تخالهم *** مثل الاُسود لهم هناك زئيرُ

وتغيبت شمس الضحى وتلألأت *** شمس الضيا فلها سنا وسفورُ

حتّى قضوا حقاً بذمتهم له *** من قبل أن يتشكل التصويرُ

وتهاوت الأجساد في عرصاتها *** هاذاك مطعون وذاك عفيرُ

وبقي عماد الدين فرداً بعدهم *** بين العداة وما هناك نصيرُ

ما غير خطي وأبيض صارم *** يسري حذاه الموت حيث يسيرُ

فتوسط الميدان بين جموعهم *** والقلب ظامٍ والزمان هجيرُ

غيران للدين الحنيف مجاهداً *** نفسي فداه ولا سواه غيورُ

ضاقت فلم يرَ موطئاً لجواده *** إلاّ رؤوساً في الفنى وتدورُ

ومراده أن يستقيم لوا الهدى *** ويؤيد التهليل والتكبيرُ

فأقامه حتّى أراد جواره *** ربّ الوجود فحُتم المقدورُ

فأتاه سهم من يد ميشومة *** فيه اُصيب الهدي والتطهيرُ

سهم أصاب فؤاد فاطمة التقى *** وبه فؤاد محمّد مفطورُ

وتفطرت كبد الإمام المرتضى *** وعليه ناحت في الجنان الحورُ

وتعطلت أفلاكها وتغيرت *** شمس الضحى واسودّ منها النورُ

وتزلزل العرش العظيم لأجله *** والروح حزناً دمعه منثورُ

والجسم ملقى والخيول تدوسه *** وكريمه فوق القنا مشهورُ

والطاهرات من الخدور برزن من *** عظم المصاب على الشهيد تدورُ

هذي تقبله وتلثم ثغره *** وتضمّه اُخرى وتلك تشيرُ

أنت الكفيل وهذه خفراتكم *** نهبت لهن مقانع وستورُ

ترضى علينا أن نساق بذلة *** وبنا تحكم شامت وكفورُ

وا ضيعة الأيتام كيف بها العدا *** للشام بين الشامتين تسيرُ

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة