شعراء القطيف (المرهون)

img

الحاج حسن الجامع

المتولّد (7 / 1 / 1326)

الثانية:

أبّنوا مابقيتُمُ للشهيدِ *** واسكبوا الدمع مثل درّ نضيدِ

أبّنوا من أشاد للدين صرحاً *** سامياً ذكره بيوم الخلودِ

أبّنوا من فدى إلى الدين نفساً *** هي نفس التقديس والتمجيدِ

أبّنوا من قضى وما ذاق ماءً *** وهو نفس النبي خير الجدودِ

أبّنوا من أتى بطفل رضيع *** لاُناس قلوبهم كالحديدِ

طالباً منهُمُ لجرعة ماء *** وأبوه الساقي بيوم الورودِ

ما سقوه الأعداء ماء قراحا *** غير سهم أصابه في الوريدِ

أبّنوا من رأى أخاه صريعاً *** عافراً في الثرى قطيع الزنودِ

أبّنوا من رأى بنيه وأهليـ *** ـه ليوث الوغى بحرّ الصعيدِ

أبّنوا من لصدره داست الخيـ *** ـل ورضّت خزانة التوحيدِ

أبّنوا من لرأسه رفع القو *** م على رأس أسمر اُملودِ

أبّنوا من برحله هجم القو *** م بأمر من الغوي العنيد

سلبوا المحصنات والنار شبوا *** في خباء قد حُفّ بالتأييدِ

أبّنوا من وصيّه أسروه *** غلّلوه لهفي له بالقيودِ

أبّنوا من نساؤه سيروها *** حاسرات تهدى لرجس عنيدِ

إن بكت أسرع العدو إليها *** بسياط فتشتكي للشهيدِ

ولكوفان أدخلوها وللشا *** م كسبي اليهود أو كالعبيدِ

اُدخلوا مجلساً حوى كل رجس *** من زنيم وملحد ويهودي

حاسرات من بعد سجف خباء *** موثقات قد اُدخلت ليزيدِ

وغدا شامتاً بآل علي *** خيرة اللّه من جميع الوجودِ

وغدا بالقضيب ينكت ثغراً *** وهو والله منبع التوحيدِ

وهو يدعو لمن ثوى يوم بدر *** شيبة ثم عتبة والوليدِ

قد أخذنا بثأرنا من حسين *** وجلبنا عياله بالقيودِ

وشفينا قلوبنا من علي *** بحسين وكل شهم شديدِ

حين أشفى الغليل أصدر أمراً *** ليردوا ذوي التقى والجودِ

فأتوا راجعين من بعد ذلّ *** وسياط قد ورّمت للزنودِ

وصلوا كربلاء في يوم عشريـ *** ـن برأس الشهيد وابن الشهيدِ

ردّ للجسم بعد حمل وقرع *** قد عراه من اللعين يزيدِ

وتلاقوا بجابر وأقاموا *** مأتماً منتهاه يوم الخلودِ

جلسوا حول قبره في بكاء *** نادبات يندبن خير فقيدِ

وغدت زينب تنادي أخاها *** وهي تجري الدموع فوق الخدودِ

يا أخي قد علمت ماذا لقينا *** من بلاء ومحنة وقيودِ

سيّرونا على هزال المطايا *** حاسرات تسبى كسبي العبيدِ

فإلى اللّه نشتكي مالقينا *** من عدو وملحد وعنيدِ

حق أن تلبسوا الحداد عليه *** كل آن ولا تهنّوا بعيدِ

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة