التَّعارض الحقيقيُّ والتَّعارض الحُكميُّ

img
عام 0 ----

١)ما معنى التَّعارض الحَقيقيِّ؟ مع مِثالٍ توضيحيٍّ؟

٢)ما معنى التَّعارض الحُكميِّ؟ مع مثالٍ توضيحيٍّ؟

٣)ما هي الوظيفة في التَّعارض الحقيقيِّ؟

٤)ما هي الوظيفة في التَّعارض الحُكميِّ؟

التَّعارضُ الحقيقيُّ: هو عبارة عن التَّنافي من حيث الدّلالة لكلٍّ من الدَّليلين.

مثالُه: كما إذا قامت إمارة على إثباتِ المُلْك لِزيدٍ، وقامت إمارةٌ أُخرى لِنفْيِهِ عن زيدٍ.

التعارضُّ الحُكميُّ: ليس تَنافٍ في دلالة الدَّليلين بل إنَّما هنالك حُكْمُ التَّنافي والتَّعارض، وإنْ لم يكنْ هو كذلك.

مِثالُهُ: كما في قضيَّة الهلال بأنْ يراهُ واحدٌ أو اثنينِ من جُملة المُستهلِّين الذين عددُهم مائة مثلًا فإنَّ الشَّارع المُقدَّس نزَّلَ ذلك مَنزِلة التَّعارض، ولذلك كان بِحكمِهِ وليس هو هو فإنَّه لم يكنْ فيه دليلان كما هو واضح بل الموجودُ مُثبتٌ مِن جهة وساكِتٌ مِن جهةٍ أُخرى، إذْ يقول: لم أرَ لا أنَّه غيرُ موجودٍ.

الوظيفةُ في التَّعارض الحقيقيِّ: اختلفَ الأصوليون بين مَنْ قال:

١) بالتَّساقط.

٢) بالتَّوقُّف.

٣) بالتَّخيير.

وذلك بحسب القاعدة الأوليَّة، والرجوع إلى المُرجِّحات المَنصوصة بحسب التَّرتيب بينها في روايات التَّرجيح، أو التَّرجيح بِكلِّ مَزيَّةٍ كما عن الشَّيخ الأعظم قدَّس الله نفسه الزكيَّة، ومع انعدام التَّرجيح بوجهٍ تتساقطُ وترجع للأصول العمليَّة، أو البِناء على التَّخيير كما هو مُختار صاحب الكِفاية قدَّس الله نفسه الزكيَّة، هذا بحسب مَقام الإثبات والدّلالة.

الوظيفةُ في التَّعارض الحُكمي: فهو منصوصٌ وفي مثل مسألتنا ـ مسألة الهلال ـ ليس هنالك إلا التَّساقط مع التَّساوي مِن كلِّ وجهٍ وإلا فالتَّرجيح بمعنى أنَّه إذا حصلت مزيَّة لِبيِّنة على أُخرى بوجهِ مِن الوجوه فالتَّقديم لِذي المزيَّة.

فالمعارضةُ الحقيقيَّةُ كما لو شهدت البيِّنه بالرؤية وشهدت بيِّنة أُخرى بعدم الرؤية فتتعارض البيِّنتان حقيقةً فيكون عندنا شهادةٌ بالإثبات تُقابلها شهادة بالنَّفي لِسانًا.

والمعارضةُ الحُكميَّةُ لا تُكذِّب البيِّنة الثَّانية لِسانًا ولكن تكذِّبُها حُكْمًا كما لو شهدت بيِّنةٌ بالرؤية والبيِّنة الأُخري لا تكذِّب البيِّنة المُثبته ولكنْ تقول: نحن مارأيناه فكان التَّكذيبُ حُكميًّا لا لِسانيًّا كما في الصُّورة الأُولى.

وأيضًا في هذه الصُّورة لا يثبتُ الهِلال ففي كِلتا الصُّورتين لا يثبتُ الهِلال سَواء كان التَّكذيبُ لِسانيًّا أو عمليًّا بِحكم الِّلسانيِّ لا يثبتُ الهِلال.

وصلى الله على محمد وآل محمد

حسين آل إسماعيل

١٤٣٩/١٠/١هجرية

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة