شعراء القطيف (المرهون)
الخطيب الملاّ إبراهيم الحمّار
المولود في (14 / 1 / 1311 )
ويقول أيضاً في رثاء الحسين عليه السلام:
الدمع مني لسبط المصطفى همعا *** والقلب مني بنار الحزن قد لُسعا
لم أنسَه في محاني الطف منعفراً *** وهو ابن من لاُسود الكفر قد صرعا
لم أنسَه مذ أتى أرض الطفوف وقد *** حطّ الخيام وحرب جيشها اجتمعا
فمذ رأى سبط طه وابن حيدرة *** تلك الجموع كمثل الغيث مندفعا
دعا بصحب كرام كالاُسود إذا *** قام الهياج وثار النقع وارتفعا
فأسرعوا وعلى متن الجياد علوا *** وسيفهم من دم الأعداء قد كرعا
تراهُمُ في الوغى مستبشرين بها *** وكلّ فرد بموت العز قد طمعا
فمذ دعاهم إله العرش خالقهم *** هووا على الترب إذ داعي القضاء دعا
وظل سبط رسول اللّه بعدهُمُ *** فرداً وحيداً ومنه الدمع قد همعا
يدعو بهم يا حماة الدين أينكمُ *** فلا يرى غير رجس دينه خلعا
فشد في القوم يحمي عن عقائله *** كأنه حيدر الكرار قد طلعا
فحجل الخيل من دمّ العدا وغدا *** مودّعاً أهله بالصبر مدرّعا
ثم انثنى نحو أقوام بلا عدد *** مثل الرمال ومنه القلب ما جزعا
وظلّ يسطو بهم والقلب في لهف *** كليث غاب ففرت نكصاً فزعا
ولم يزل بالدما يروي مهنّده *** من هامهم وسماً للنقع قد رفعا
حتّى اُصيب بسهم في حشاشته *** أصاب قلب علي والنبي معا
فارتجت الأرض والسبع الطباق بكت *** والعرش قد ماد والروح الأمين نعى
لهفي على زينب فد عاينته على *** وجه الصعيد قتيلاً بالعرا صرعا
الجسم منه على وجه الصعيد لقى *** ورأسه فوق عالي الرمح قد رفعا
فشقت الجيب من حزن له ودعت *** بحيدر وبمن للدين قد شرعا
هذا الحبيب لقى من غيرما كفن *** ورأسه بحسام الشرك قد قطعا
يا ناصر المصطفى قم مسرعاً عجلاً *** واستنقذ الآل يا من للعدا قمعا
هذي نساك على حدب الظهور سرت *** من غير ستر ولا حامٍ لهن رعى
وبينها حجة الجبار مضطهدٌ *** بالقيد باك فديت الباكيَ الوجِعا
لم أنسَه ناظراً رأس الشهيد على *** رأس القناة ودمع العين قد همعا