شعراء القطيف (المرهون)
الشيخ علي الجشي
المتوفّى سنة ( 1376 )
في رثاء الامام الباقر عليه السلام
ممّ العوالم نُكست أعلامها *** واسودّ من صبغ الاّسى أيامُها
ما راعني إلاّ انقلاب حقائق الـ *** أكوان إذ ملأ الفضا إلمامُها
قد أعجم النطق الفصيح لهوله *** وبندبه قد أفصحت أعجامُها
وإذا العوالم عن لسان واحد *** تدعو أسى اليوم مات إمامُها
اليوم باقر علم آل محمد *** منه شفت غلّ القلوب طغامُها
ولطالما قاسى الأذى بحياته *** لما تحكم في الكرام لئامُها
آلت اُميّة أن تبيد عداوة *** آل النبي سمامها وحسامُها
لم يبدُ بدر هدى لآل محمد *** إلاّ وحجّبه هناك غمامُها
حتى إذا أنوار باقر علمهم *** كست الوجود ضيا وزال ظلامُها
كادوه من حسد لإطفا نوره *** ومن المدينة أزعجته سوامُها
اللّه أكبر كم له من حرمة *** في الشام قد هتك الغويّ هشامُها
أمسى بها في السحر طورا ليتها *** ساخت وعوجل بالبلا أقوامُها
واُقيم طورا في مقام الذلّ ما *** بين الحفاة وقد ترفّع هامُها
أخليفة الجبّار يوقف صاغرا *** بالشتم تقرع سمعه أنعامُها
ما راقبت فيه لأحمد ذمّة *** إذ أمست الدنيا وهم حكامُها
سهرت لها الويلات في تدبيرها *** إهلاكه كيما يطيب منامُها
أهدت له في السرج سمّا قاتلاً *** غدرا وهل يخفى عليه مرامُها
لكنما سبق القضا وله ارتضى *** فهو العليم بما جرت أقلامُها
بأبي وبي أفديه إذ بلغ العِدا *** فيه المنى وبه اُحز سمامُها
فغدا على فرش السقام يجاذب الـ *** أنفاس إذ أوهت قواه سقامُها
فقضى وأشجى عالم الدنيا ومن *** في العالم العلويْ علاه قتامُها
كبر المصاب فلا عزاء ولم يزل *** متجدّداً لم تبـءلِه أعوامُها
اليوم باقر علم آل محمد *** كفّ المنية قد رمته سهامُها
اليوم نجم الدين خرّ وشمسه *** أفلت عن الدنيا فعم ظلامُها
يتبع…