شعراء القطيف (المرهون)
الشيخ علي الجشي
المتوفّى سنة ( 1376 )
في رثاء أمير المؤمنين عليه السلام:
من لركن الدين بغيا هدّما *** ولأبناء الهدى قد أيتما
أي خطب حلّ في شهر الصيامْ *** لم يدع للدين ركنا ودعامْ
حزنه باقٍ إلى يوم القيامْ *** وبه الأعياد صارت مأتما
هو خطب أثكل الروح الأمينْ *** فاغتدى ينعاه من قلب حزينْ
فشجا بالنعي من في الأرضين *** وبكت من أجله أهل السما
هاتفا أردى المرادي اللعينْ *** بشبا السيف اْمير المؤمنينْ
خرّ في المحراب مشقوق الجبينْ *** خضبت شيبته منه الدما
خرّ في المحراب والعرش اضطربْ *** خرّ في المحراب والكون انقلبْ
وعليه كل ذي روح ندبْ *** والجمادات بكت حزنا دما
صبغت من دمه أثوابُهُ *** وبكى حزنا له محرابُهُ
واستهانت بعده أصحابُهُ *** فإليها كان ركنا أعظما
ليت أن اللّه حد السيف فلْ *** ويد الطاغي لها الجبار شلْ
ويله ظلما دم الهادي أطلْ *** أدرى ركن الهدى قد هدما
بشباه العروة الوثقى فصمْ *** ولأعلام الهدى بغيا هدمْ
فاغتدى منطمسا كل علمْ *** فهو للإسلام عزّ وحمى
ليت شعري هل درى ماذا صنعْ *** وبماضي سيفه ماذا قطعْ
خرّ عرش الدين لما أن وقعْ *** وبنيه منه ظلما أيتما
بأبي من كان للهادي خليلْ *** بأبي خير مصلٍّ للجليلْ
قد علاه الرجس بالسيف الصقيلْ *** وبه أشجى النبي الأعظما
يا بنفسي أفتدي خير صريعٔ *** خرّ واهي الركن من فيض النجيعْ
فغدا من ضعفه لا يستطيعْ *** بأبي الماشي عليلاً مسقما
علت الرنة في كل الجهاتْ *** وغدت تبكي وحوش الفلواتْ
عن شجا تندب مولى الكائناتْ *** فلكل كان ركنا أعظما
وبكى الشهر عليه والصيامْ *** وليالٍ كان يحيي بالقيامْ
والردى عاجله قبل التمامْ *** ليته للصوم أفدي تمّما
يتبع…