شعراء القطيف (المرهون)

img

{54} الشيخ عبد الكريم الفرج

المتولّد سنة ( 1319 ) والمتوفّى سنة ( 1373 )

هو الفاضل العلاّمة الشيخ عبد الكريم بن حسين بن علي بن عبد اللّه‏ بن محمد ابن علي الفرج العوامي. هاجر إلى النجف الأرف وتوطّن هناك ونهل من نميرها الصافي متلمذا على يد أعلامها وفطاحلها، حتى حاز قصب السبق، وفاز بالقدح المعلّى، وإذا به فوق الجميع من أقرانه. وقد رأيته في النجف الأرف على أمثل ما  يكون عليه رجال الدين والعلم ؛ وقارا، وتقى، وإعراضا عمّا لا يعني. خلف آثارا علمية في كتب ثلاثة :

أولها: الدر النضيد في الرد على مستنكر مآتم الشهيد.

ثانيها: في الرد على الملاّح ودفع انتقاداته على الأري  في أزريته.

ثالثها: تعليق على ( كفاية الاصول ).

والرابع: ديوان شعره في أهل البيت. وهذا نموذج منه يعطيك دليلاً عنه.

توفّي ( طاب ثراه ) بالتاريخ المذكور، ودفن في كربلاء ( على مشرّفها السلام )، فلنستمع اءليه يقول :

في رثاء أبي الفضل العباس عليه السلام

أبوالفضل من حاز المكارم كلّها *** ومن فاق في علم له كل عالمِ

هو البطل الضرغام في كل شدة *** قد انخلعت منه قلوب الضراغمِ

فو اللّه‏ لا أنساه إذ هتفت به *** سكينة في عظم الجوى المتراكمِ

تقول أيا عماه قد كظّنا الظما *** وقد بلغت أرواحنا للغلاصمِ

وجاءت إليه تحمل الطفل زينب *** تناديه يا حامي خدور الفواطمِ

لقد جفّ ثديا اُمّه من اُوامها *** وبان به للموت أقوى العلائمِ

فهل شربة يُسقى ولولا اُوامنا *** سقيناه منا بالدموع السواجمِ

فمذ سمع الليث الهزبر نداءها *** بدت في المحيا منه نخوة هاشمِ

وجاء لنحو السبط للإذن قائلاً *** لقد ضاق صدري يا سليل الأعاظمِ

فقال له سر حيث لابدّ إنني *** أصير وحيدا بين أهل الجرائمِ

فشدّ على الأعداء كالليث مغضبا *** وقطب من رعب بهم كلّ باسمِ

فأرداهُمُ طعنا وضربا وصيحة *** كفعل علي في وطيس الملاحمِ

ففروا ولكن الرؤوس تقدمت *** تدوس عليهم جردهم بالمناسمِ

ففرّت خيول البغي تضبح فزّعا *** تعفّر بالأرسان بين القوائمِ

وفرّت بقاياهم عن الماء جفّلاً *** كما أجفلت بالليث سرب النعائمِ

فمذ ملك المسناة لم يك همه *** بغير وصول الماء نحو الفواطمِ

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة