شعراء القطيف (المرهون)

img

{51} الملاّ حسن الفرج العوامي

المتوفّى سنة ( 1364 )

هو الخطيب المفوّه الملاّ حسن بن علي بن عبد اللّه‏ آل فرج العوّامي، أحد أفراد هذه الاُسرة وأعيانها، الذي تفوق بما اُوتي من مواهب على كثير من أمثاله. اتّصل بكثير من العلماء، فاكتسب منهم ماجعله مشاراً إليه، وكان مضيافاً معواناً، ذا أخلاق فاضلة ومزايا كريمة، على جانب من الورع والتقى والصلاح. ضم إلى ذلك كونه طبيباً مصقعاً، وواعظاً مرشداً ماهراً، قوي اللهجة، شديد العارضة، مندمجاً مع جميع الطبقات، محبوباً لدى الجميع.

وكان يقول الشعر باللغتين الفصحى ـ وذلك منه قليل جداً ـ والدارجة، وهو كثير ؛ ولذا لم نتحصل إلاّ على هذه القصيدة.

توفّي رحمه الله بالتاريخ المذكور تاركاً وراءه ذكراً جميلاً، وثناء عاطرا، وأنجالاً صالحين، ( تغمده اللّه‏ بالرحمة، وصب على قبره شآبيب الرحمة والرضوان ). فلنستمع اءليه يقول :

في رثاء الامام علي الهادي عليه السلام

يا تقي العباد يابن الجوادِ *** رزؤك اليوم قد أذاب فؤادي

ودعى مقلتي تصب دموعاً *** بالتهاب وزفرة واتّقادِ

إن همّاً أذاب قلبيَ وجداً *** ليس يقضي وما له من نفادِ

كيف يقضي وفادحات الليالي *** ما لهن انتهاء بل في ازديادِ

اورثت عينيَ الدموع وقلبي *** أورثته الخشوع والأنكالِ

حسبك اللّه‏ يا صروف الليالي *** قد تركتِ جفني حليف السهادِ

وتركتِ قلبي يشبّ ضراما *** للذي ناله علي الهادي

أخرجوه من أرض طيبة كرها *** أحرموه الجوار للأجدادِ

بعد ذا أنزلوه خان الصعاليـ *** ـك ونالوه بالأذى والعنادِ

صيّروه في السجن كرها يريدو *** ن لإطفاء نوره الوقّادِ

جرّعوه سمّا فلهفي عليه *** أفتديه بالأهل والأولادِ

فقضى نحبه علي فأضحى *** بعده الدين فاقداً للعمادِ

وله الكون كاسف اللون حزنا *** وله المجد لابس للسوادِ

وله العسكري أصبح يدعو *** آهِ وا والدي ووا إسنادي

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة