كشكول الوائلي _ 137

img

خلافة الإنسان في الأرض

ثم قالت الآية الكريمة: وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا، أي أمركم بعمارتها، فلا تعرّضوها للخراب والدمار والإسلام هو أول من قنّن وقعّد لحماية البيئة ومن ذلك قاعدة: «لا ضرر ولا ضرار»(1) التي تشمل كل أبعاد الحياة؛ فهي قاعدة سيّالة تطبق على كل موارد الحياة. فالأرض اُمّنا واُم آبائنا وأجدادنا، منها خرجنا وإليها مصيرنا. ومن يمشِ على الأرض فإنّما يمشي على رفات الأجساد.. على رؤوس وأطراف، يقول المتنبّي:

نُعِدُّ المشرفيةَ والعوالي *** وتقتُلنا المَنون بلا قتالِ

ونَرتَبِطُ السَّوابِقَ مُقْرَباتٍ *** وهل يُنجينَ من خَبَبِ اللَّيالي

رماني الدَّهرُ بالأرزاءِ حَتَّى *** فُؤادي في غِشاءٍ مِن نبالِ

فصرت إذا أصابتني سهامٌ *** تكسّرت النصال على النصالِ

وهان فما اُبالي بالرزايا *** لأني ما انتفعت بأن أبالي

يدفّن بعضنا بعضا ويمشي *** أواخرنا على هام الأوالي

فكم عين مقبّلة النواحي ***كحيل في الجنادل والرمالِ(2)

يتبع…

____________

(1) مجمع البيان 5: 297، وانظر تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات: 407، تفسير السمعاني 2: 438.

(2) ديوان المتنبي 2: 265.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة