آثار أكْل الحلال وآثار أكْل الحرام

img

قال الله تعالى في سورة البقرة آية ١٦٨:

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ))

انطلاقا من هذه الآية الكريمة نتحدث حول ثلاث نقاط وهي ما يلي:

١) ما هي آثار أكْلِ الحلال؟

٢) ما هي آثارُ أكْلِ الحرام؟

٣) ما النموذج لآثار أكل الحرام؟

أما ما يعود إلى التساؤل الأول فإنَّ لأكل الحلال عدة آثار منها ما يلي:

١) أكْلُ الحلال يُنوِّرُ القلب: رَوَى الحلي في كتابه عدَّ الداعي ونجاح الساعي ص١٤٠ عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:

((مَنْ أكَلَ الحلال أربعين يوما نوَّر الله قلبه))

٢) أكْلُ الحلال يفتح أبواب الجنة: رُوِيَ عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:

((مَنْ أكَلَ مِن كَدِّ يده حلالا فُتِحَ له أبواب الجنة يدخل من أيِّها شاء))

٣) أكْلُ الحلال سببٌ لنَيلِ ثواب المجاهد: رَوَ الشيخ الكبيني في كتاب الكافي ج٥ ص٩٣ عن الإمام الكاظم عليه السلام أنه قال:

((مَنْ طلب هذا الرزق مِن حِلِّه ليعودَ به على نفسه وعياله كان كالمجاهد في سبيل الله))

٤) أكْلُ الحلال جزء من العبادة: رَوَى الشيخ الكليني في الكافي عن ج٥ ص٧٨ عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:

((العبادة سبعون جزءًا أفضلها طلب الحلال))

وأما آثار ونتائج أكل الحرام فكثيرة منها ما يلي:

١) أكْلُ الحرام سببٌ لإصابة الذرية: إنَّ تأثير أكل الحرام لا يقتصر على الشخص الآكل للحرام ، بل يمتد حتى يصيب الذرية ، فقد روي في كتاب الكافي للكليني ج٥ ص١٢٥ عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال:

((كَسْبُ الحرام يَبِينُ في الذرية))

٢) المال الحرام يخلو من البركة: ومعنى ذلك إنَّ من آثار أكل الحرام إنبات اللحم وتقوية الجسم وغير ذلك أنَّ لإبليس وجنوده حصة في أجسادنا وممرا إلى نفوسنا، وهذ يؤدي إلى سطوته علينا ، وسهولة استدراجه لنا إلى حبائله ومكائده فسيدرجنا من حرام إلى حرام، وهذا معنى كونه غير مبارك ، روي في كتاب الكافي ج٥ ص١٢٥ عن أبي الحسن عليه السلام لأحد أصحابه:

((يا داود إنَّ الحرام وإنْ نما لم يُبارك له فيه ، وما أنفقه لم يؤجر عليه، وما خلَّفه كان زاده إلى النار))

٣) أكْل الحرام أكْلٌ للنار: روي في كتاب الكافي للشيخ الكليني ج٢ ص٣٣٣ عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال:

((مَنْ أكل من مال أخيه ظلما ولم يردَّه إليه أكَلَ جذوة من النار يوم القيامة))

٤) أكْلُ الحرام يُسبِّبُ عدم التوقيق للطاعات: فابن ابن سعدٍ وأصحابه حاربوا الحسين عليه السلام لأنَّ بطونهم مُلئت من الحرام وهذا كافٍ لنعرف أنَّ أكْل المال الحرام يمنع الإنسان من نصرة الحق بل خذلانه وينصر الباطل.

وأما ما يعود إلى التساؤل الثالث فمن جملة النماذج التي تدل على تأثير لقمة الحرام على صاحبها قصة شريك بن عبد الله النخعي وهي:

كان شريك بن عبد الله النخعي من فقهاء القرن الثاني الهجري وكان معروفا بالزهد والعبادة والعلم فرغب المهدي العباسي أن يوليه منصب القضاء وأنْ يعلم أولاده فعرض عليه أن يوليه القضاء فرفض لأنه يعلم أن في ذلك إعانة للظالم وبعد فترة استدعاه المهدي العباسي وقال له:
لابدَّ أنْ تُجيبني إلى واحدة من ثلاث:

١) إما أنْ تحضر مائدتنا.
٢) إما أنْ تتولى قضاءنا.
٣) إما أنْ تعلّمَ أولادنا.

ففكر شريك النخعي وقال:
((أخفهنَّ عَلَيَّ حضور مائدتكم))

فأمر المهدي العباسي القيِّم على الطبخ أنْ يُهيِّء ألوان الأطمعة الشهيَّة فلما صار يوم الدعوة وحضر شريك النخعي أعجبه الأكل فتناول منه الكثير فقال رئيس الطباخين:
((لن ينجو الشيخ بعد هذه الأكلة أبدا))
وفعلا لم تمضِ إلا فترة قليلة وقَبِلَ تولية القضاء وتعليم أولاد المهدي العباسي فقرَّر له راتبًا شهريًّا مقداره ألف درهم وفي أحد الشهور ذهبت إلى بيت المال لاستلام راتبه فوجد فيه درهمًا مغشوشًا فذهب إلى خازن بيت المال ودار بينه النزاع على تبديل ذلك الدرهم المغشوش بدرهم صحيح فقال له خازن بيت المال:
((يا شريك إنك لم تبع بُرًّا فقال له شريك: لقد بعتُ ما هو أكبر من بيع البر لقد بعتُ دِيني))

حسين آل إسماعيل

الكاتب حسين آل إسماعيل

حسين آل إسماعيل

مواضيع متعلقة