شعراء القطيف (المرهون)

img

{48} الخطيب الملاّ عبد اللّه‏ الخباز

المتوفّى سنة ( 1362 )

هو الخطيب الملاّ عبد اللّه‏ ابن الحاج عبد اللّه‏ بن متروك المعروف بالخبّاز. كان تقياً ورعاً صالحاً خيّراً، امتهن الخطابة مدّة عدّ فيها من خيار الخطباء، ثم امتهن الخبازة مدة طويلة؛ حتى عرف بالخباز، فكان مخبزه من أجود المخابز وأنقاها وأكثرها نصحا. وكان أديباً شاعراً، يقول الشعر بكثرة في المناسبات وغيرها بجميع أنواعه حتى تكوّن لديه ديوان كبير من مجلدين، وأكثره في أهل البيت عليهم السلام، باللغة الدارجة والفصحى. عاش نيفا وستين سنة، قضاها فيما يهمّ العقلاء بين كسب على العيال، وخدمة لأهل البيت عليهم السلام، حتى فاجأه الحمام في (24 / 5 / 1362)هـ، (تغمده اللّه‏ برحمته، وصب على قبره شآبيب الرضوان). وإليك هذه الوردة الفواحة يرثي بها الإمام الحسين عليه السلام تذكاراً له، ونموذجاً من شعره، فلنستمع إليه يقول:

في رثاء الحسين عليه السلام ومستنهضاً للحجّة (عجل اللّه‏ فرجه)

قم يابن طاها فالبلا قد علا *** ولا نرى غيرك يجلو البلا

قد ضاقت الدنيا بأرجائها *** يا فرج اللّه‏ لكلّ الملا

قم يا غياث الخلق وانظر لنا *** من العِدا فينا البلا اُنزلا

قد طمس الدين وضاع الهدى *** والجهل ما بين الملا قد علا

قد منعت زواركم جهرة *** فكيف منك الصبر أن يجملا

قم يابن من للدين قد شيدوا *** فالحق ما بين الملا اُجهلا

قم فتلافَ دين خير الورى *** أحمد من للخلق قد اُرسلا

قم جرّد البتّار من غمده *** ودعِ الأعادي صرّعاً في الفلا

قم فادرك الاُمّة يا سيدي *** لقد دهاها من عداها بلا

قم يا عماد الدين عجّل لنا *** فالكل منا عيشة ما حلا

إلى متى نلقاك في سابق *** مجرداً للسيف تبري الطلا

وراية الحق نراها وقد *** حفّ بها جندك يابن العلا

أما وعى سمعك يا بن الهدى *** ما حل فيكم من شرار الملا

قد أسقطوا الزهراء ستّ النسا *** بضعة مَن ربّ السما فضّلا

وأضرموا النار بباب لها *** والحق منها جهرة اُعزلا

وجدك الكرار من نوره *** للبدر في اُفق السما أخجلا

ومن بيوم الحرب لم يختشِ *** بيض الظبا والموت قد أقبلا

ملبّياً سحبا غدا للعِدا *** عليه دين المصطفى أعولا

حتى قضى من سيف أشقى الورى *** من بعدما قاسى ضروب البلا

وعمّك الزاكي سقته العِدا *** سما نقيعاً للحشا أشعلا

وفي عراص الطف يا سيدي *** جدّك سبط المصطفى جدّلا

قد قتلوه القوم ظلما بلا *** جرم بفيض النحر قد زملا

قضى ومنه القلب ظامٍ غدا *** ومن فرات العذب قد أنهلا

قضى بأرض الطف معْ صحبه *** وبالمذاكي جسمه فصّلا

وعمّك العباس يا سيدي *** على الثرى من دمه غسلا

كفوفه قد قطعتها العِدا *** ورأسه فوق القنا قد علا

وقاسم ثم شبيه النبي *** والطفل كلّ فوق ترب الفلا

وقد غدت أنصار سبط الهدى *** صرعى عرايا في ثرى كربلا

وقد غدت حاسرة جهرة *** عمتك الحوراء بين الملا

سرت على النيب وقد أمّها *** كفيلها السجّاد قد غلّلا

وخلفها الأيتام كلاًّ غدا *** يبكي وآل المصطفى ثكلا

تقطع للبيدا وأعداؤها *** تضربها بالسوط يابن العلا

تُهدى لأشرار الورى جهرة *** والدمع منها بالدما اُسبلا

فخذ من «الخباز» نظما أيا *** سليل من هم لوجود حُلى

عليكمُ صلّى مليك السما *** بكلّ آن دون كلّ الملا

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة