شعراء القطيف (المرهون)

img

{47} العلاّمة الشيخ منصور المرهون

المتوفّى سنة ( 1362 )

هو العلاّمة المفضال، الثقة الشيخ منصور بن علي بن محمد بن حسين آل مرهون. ولد سنة ( 1294 ) تقريبا في بلاد آبائه وأداده اُم الحمام، بالحاء المهملة. وسيمر ذكرها مكررا عند ذكر شعرائها المعاصرين.

تلقّى مترجمنا مبادئ علومه على كلا الشيخين العلمين الشيخ محمد النمر والشيخ البدر اللذين مر ذكرهما، ثم هاجر إلى النجف الأشرف متوطنا، وتزوّج هناك بكريمة الفاضل الشيخ صالح الزريجاوي ( رحمه اللّه‏ تعالى )، وأام زمانا لا  يقلّ عن خمسة عشر سنة. ثم عاد إلى الوطن عالما فاضلاً على أحسن ما يتطلّب من أهل العلم، ثقة وورعا وزهدا وأمانة، فكان بذلك موضع ثقة الجمهور، ثم كان يتردّد بين النجف الأشرف والقطيف بين الآونة والاُخرى، حسبما تواتيه الفرص، وتسمح له الظروف.

أضاف إلى علمه وإبائه وسائر صفاته الكمالية التي وهبه اللّه‏ إياها مما سمعت ما اُوتي من موهبة الخطابة التي بزّ بها أقرانه، وأبح متفردا فيها، مرموقا بعين التقدير والاحترام. توفّي رحمه الله في ( 30 / 6 / 1362 ) تاركا وراءه آثاره الخالدة، وأياديه البيضاء، وأبه الرفيع، ( صب اللّه على قبره شآبيب الرحمة والرضوان ). فلنستمع اءليه يقول:

في رثاء النبي صلى الله عليه وآله‏ وسلم

يا حسرة تترددْ *** وعبرة ليس تنفدْ

يا عين سحّي دموعي *** مات النبي محمدْ

قضى بسم شهيداً *** يا قلب حزناً توقدْ

ما زال يلقى كروباً *** والجبت في الناس يعبدْ

حتى هدى اللّه‏ فيه *** جلّ الأنام وأرشدْ

فبلغ الوحي جهراً *** عنه وضل الذي صدْ

وقال للناس قولاً *** ما رده غير مرتدْ

هذا على وصيّي *** فمن تولاّه يسعدْ

هو الخليفة بعدي *** عليكمُ اللّه‏ يشهدْ

أودعتكم أهل بيتي *** ثم القران المسدّدْ

لا يفرقان إلى أن *** يلاقيانيَ في غدْ

والحوض طامٍ تلالا *** قِدحانه ما لها عدْ

وحيدر منه يسقي *** من سرّ آل محمدْ

طوبى لمن نال منه *** كأسا وويل لمن ردْ

ما زال يوصي بهذا *** في مشهد بعد مشهدْ

حتى تجلّى له اللّه‏ْ *** وشا اللقاء المؤبّدْ

سقي سموماً فأضحى *** على الفراش مسهّدْ

يغشى عليه مراراً *** روحي فداء لأحمدْ

وجاءه ملك الموتْ *** مستأذنا ضارع الخدْ

فأنفذ الحكم فيه *** وأطبق الفم وامتدْ

وغمّض العين منه *** وأسبل الرجل واليدْ

ونفسه منه فاضت *** وا سيداه محمدْ

فضجت الخلق حزنا *** وأظلم الكون واسودْ

والأرض رجت ومنه *** مار السماء وأرعدْ

فمن يعزّي علياً *** من أجله جيبه قدْ

مناديا وا أخاه *** وفاطم تخمش الخدْ

تدعوه رحت بروحي *** فالحزن يعدك سرمدْ

وجبرئيل ينادي *** وللسماوات يصعدْ

لمن يكون هبوطي *** من بعد فقدك يوجدْ

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة