شعراء القطيف (المرهون)
الشيخ عبد اللّه المعتوق
المتوفّى سنة ( 1362 )
وفي رثائه أيضا يقول :
لا مرحبا بالعيد لا مرحبا *** بعد مصاب نال أهل العبا
أيفرح المؤمن بالعيد أو *** يستعذب المطعم والمشربا
وأهل بيت الوحي خير الورى *** تفرّقوا في الأرض أيدي سبا
فكم حوت طيبة من طيب *** منهم وكم وارى ثرى يثربا
وفي الغريين لهم مضجع *** يودّ فيه البدر أن يغربا
واراه لكن شيبه من دم *** سيف المرادي له خضّبا
وفي رثاء الحسين عليه السلام يقول :
لا مرحبا بك يا محرّم مقبلا *** بك يا محرم مقبلاً لا مرحبا
فلقد فجعت المصطفى وأسأت قلـ *** ـب المرتضى والمجتبى بالمجتبى
وتركت في قلب الزكية فاطم *** نارا تزيد مدى الزمان تلهبا
للّه يومك يا محرم إنه *** أبكى الملائك في السماء وأرعبا
وأماط أثواب الهنا من آدم *** فغدا بأبراد الأسى متجلببا
وأصاب أحشاء الخليل بلوعة *** وينوح نوح دمعه لن يحجبا
حيث الحسين به استقلّ بكربلا *** فردا تناهبه الأسنة والظبا
من عصبة قدما دعته لنصره *** فعدت عليه عداوة وتعصبا
فهناك جاد بفتية جادت بأنـ *** ـفسها وجالدت العدو المرهبا
فترى إذا حمي الوطيس قلوبها *** أقسى من الصخر الأصمّ وأصلبا
وتخال كل عرمرم من بأسه *** عند اللقا كالليث صارت ثعلبا
فالرعد أعرب عن طراد عرابها *** والبرق عن لمع البوارق أعربا
وغدت تنثّر من اُمية أرؤسا *** ولها السما رعبا تنثر أشهبا
وتعانق البيض الصفاح ولم ترد *** منها سوى ورد المنية مطلبا
حتى إذا حان القضاء وغودرت *** صرعى على تلك المفاوز والرُّبا
أمسى الحسين بلا نصير بعدها *** والقوم قد سدّوا عليه المذهبا
ساموه أن يرد المنية أو بأن *** يعطي الدنية والأبي بذا أبى
فغدا يريهُمُ في النزال مواقفا *** من حيدر بمهند ماضي الشبا
للّه صارمه لعمرك إنه *** ما كلّ يوما في الكفاح ولا نبا
من ضربه عجبت ملائكة السما *** من فوقه ويحق أن تتعجبا
باللّه لو بالشم همّ تهايلت *** دكا وصيّرها بهمّته هبا
يتبع…