شعراء القطيف (المرهون)
الملاّ عبد اللّه المادح
المتوفّى سنة ( 1345 )
وقال مستنهضا للحجة المنتظر (عجل اللّه فرجه):
يا صاحب الكرة الغراء أرقبُها *** النصر يقدمها والبشر يعقبُها
تقر منا عيون طالما قذيت *** وأنفس طال في الدنيا تغرّبُها
أشكو إليك رعاك اللّه نار جوى *** قد كاد يأتي على الدنيا تلهّبُها
يرضيك أن العلا صرعى ضياغمها *** وذمّة الغي يرعى النجم أكلبُها
آلت صوارمنا ألاّ نجردها *** إلا أمامك أو ينفلّ مضربُها
نفوسنا وموالينا وما ملكت *** فها هي اليوم قربان نقرّبُها
أيدي الخطوب اقصري عنا فقد بلغت *** منا الشكاية ندبا لا يخيّبُها
يغريه مالقي الكرار من كرب *** على البرية منها ضاق مذهبُها
للّه يوم ترقّى فيه أخبثها *** إلى المعالي واُوذي فيه أطيبُها
هذا علي مقاد في حمائله *** وطوعه مشرق الدنيا ومغربُها
خفّض عليك وإن جلّت فوادحه *** لا كالطفوف فتلك الموت يرهبُها
نفسي فداء جسوم بالعرا نبذت *** أيدي السلاهب في الرمضا تقلّبُها
وأرؤس كبدور التمّ ترفعها *** على الرماح وبالأحجار تضربُها
ونسوة بعد هتك الصون مؤسرة *** اللّه يحجبها والعلج يسلبُها
تبكي لها أعين الأملاك من جزع *** والجن تحت طباق الأرض تندبُها
ويقول في رثاء الرضا عليه السلام :
ألا حيِّ طوسا جاد طوسا مجلجل *** من السحب خفّاق البوارق ممطرُ
فيا فخر طوس قدست بمليكها *** مغيث الورى والجار بالجار يفخرُ
همام تحاماه الاُسود مهابة *** ويعظم عن قدر الملوك ويكبرُ
فسل محكم التنزيل عنه فإنه *** سيعرب ما تلك الضمائرُ تضمرُ
ومغنى أبى إلاّ العلاء كأنه *** يطالب وترا عند كيوان يذكرُ
فكيف وقد حُلي بلاهوت قدرة *** تحيّر أرباب النهى فتحيروا
تريها دلالات النبوّة شرّعا *** تجلّى وأنوار الإمامة تزهرُ
تعزّي الملا الأعلى بقتل إمامها *** غداة بسمّ كبده تتفطّرُ
فلا قدست روح لمأمون كفرها *** أيقتله بعد العهود ويغدرُ
فيا ويله أشجى الوجود بقتله *** فتلك ينابيع الدموع تفجّرُ