شعراء القطيف (المرهون)
الشيخ جعفر العوامي
المتوفّى سنة ( 1342 )
ويقول في رثاء الحسين عليه السلام :
ما لي أرى المجد قد هدّت جوانبه *** وصوّحت بالردى حزنا نواعبُهُ
هل راعه ما دجا في الكون عاصفة *** أم زعزعت بيد البلوى مناكبُهُ
أم هاجه رزء من كان العماد له *** إذ أنشبت للردى فيه مخالبُهُ
تقاذفته يد البلوى غداة به *** أكف سفيان قد أضحت تجاذبُهُ
أضحى لمغترب الدارين مغتربا *** بحيث حلّت على لأي ركائبُهُ
فقطبته العِدا من كل ناحية *** وليس من منجد إلاّ أقاربُهُ
قوم بهم تكشف الغمّاء إن عرضت *** والكرب يفرج أن أدجت غياهبُهُ
من كل ليث لدى الهيجا مخالبُهُ *** بيض وأظفاره عدوا قواضبُهُ
مدعّس أقعس قرم غشمشم لا *** يلين ذلاًّ لغير اللّه جانبُهُ
شمردل برجف الأرضين إن نهضت *** به إلى العزّ نفس لا تكاذبُهُ
وكل أشوس يوم الروع تحسبه *** بصهوة المهر والهندي صاحبُهُ
يسطو فتنفر منه خوف نقمته *** عوارك في الوغى أضحت تكالبُهُ
يغصّ فيه فم الحتف الزؤم متى *** حسامه في العِدا غنّت رواعبُهُ
يحمون خدرا من المجد الأثيل به *** ثبتن في ذروة العليا ذوائبُهُ
فادين بالنفس من ألقى الزمان له *** مقالدا وله لانت مراكبُهُ
يكفيك نبلاً بهم أن ذاك عيبهُمُ *** والمرء يكفيه أن تحصى معايبُهُ
للّه دَرهُمُ كم أعقبوا سننا *** والمجد من حمدت ذكرا عواقبُهُ
جادوا بأنفسهم للّه حيث شرى *** منهم فجلت لهم قسما مواهبُهُ
وأرخصوا في طلاب المجد أنفسهم *** والمجد يرخص فيه النفس طالبُهُ
حتى قضوا بين مطوي الحشا سغبا *** ما بل من بارد الأمواه ساغبُهُ
وبين منعفر بالدمّ مختضب *** في جندل مضرم كالجمر لاهبُهُ
أفدي حسينا على الرمضاء منجدلاً *** قد ضمخت بالدما منه ترائبُهُ
تجري الجياد عليه ليتها عقرت *** مجردا بالعرا قد شلّ سالبُهُ
ورأسه فوق ميّاد اُقيم وقد *** أصم سمع الورى بالحزن نادبُهُ
للّه يوم أصمّ الكون عاصفه *** والحق بالجور قد فلت مضاربُهُ
يوم به غربت للسعد أنجمه *** والنحس أذّن بالإشراق غاربُهُ
يوم به قام ناعي الدين منتدبا *** ينعى غداة به حلت مصائبُهُ
يوم به كسفت شمس العلا فعلت *** للبغي رغما على العليا غياهبُهُ
يوم به خفرات المجد قد برزت *** أسرى بحيث غفت منه كواكبُهُ
لهفي لها إذ غدت تدعو عشيرتها *** وقومها يا لثار قل طالبُهُ
قوموا غضابا بني فهر فمحتدكم *** تدكدكت من رواسيه أهاضبُهُ
يتبع…