شعراء القطيف (المرهون)

img

{33} الشيخ محسن بن خميس

المتوفّى سنة ( 1335 )

هو الشيخ محسن بن علي بن سلمان بن رضا بن خميس. وآل خميس قبيلة عربية لها الذكر الجميل والأثر الخالد في الأوساط التجارية والأدبية، والأخلاق الفاضلة والمزايا الكريمة. يسكنون قلعة القطيف، البلدة القديمة العهد، البعيدة الأثر، فقد دلت الآثار والوثائق التاريخية على [أن] تاريخ إنشاء سورها كان في سنة ( 216 ) ه. ومن آل خميس المعاصرين رجال أخيار من أماثل أهل الدين والأدب، ورثوا الخصال الحسنة عن سلفهم كابرا عن كابر، وجد أكثرهم المشار اءليه تقي فاضل وأديب شاعر. توفّي رحمه الله بالتاريخ المذكور، وخلف وراءه من أدب الطف ما خلّد ذكره، ومنه قوله:

في رثاء علي الأكبر ابن الحسين عليه السلام

الوحا الوحا أيا نجل طاها *** قد قضى بالطفوف حامي حماها

فلكم ذا القعود فالخيل ملّت *** لرباط لها وعافت كلاها

فاطلق الخيل عاديات مثيرا *** باُسود قد اُغضبت في شراها

واطلب الثار منهُمُ يابن طه *** ودع السيف واردا من دماها

ما أتتك الأخبار جدّك أمسى *** رهن أهل الخنا وبيض ظباها

بالعرا ينظر الكرامَ فيبكي *** بدموع قد شابهت لدماها

لو تراه بين اللئام ينادي *** هل مجير منكم لعترة طاها

فأتاه من الخيام عليّ *** مثل شمس الضحى ببرج سماها

فدعا بالحسين لبيك دعني *** أترك القوم مثل دور رحاها

أطلب الثأر للضياغم وأهلي *** أين أهل الوفا بدور دجاها

قد سئمت الحياة بعد حبيب *** وأبي الفضل فالمنى في لقاها

فغدا يذرف الدموع كغيث *** ودعاه إلى اللقا فالتقاها

فدعا بالبراز يا شر خلق *** قد أطاعت ببغيها سفهاها

وسطا مغضبا بعزم قوي *** فدعت بالثبور حين أتاها

مذ رأته العداة ظنّت عليا *** قد أتى فالتجت لدفع بلاها

فلّها بالحسام نجل حسين *** فهوت كالرميم فوق ثراها

ملأ الرحب من جسوم الأعادي *** ودعا مهره يخوض دماها

وجلا سحبها بعضب ففرّت *** ذهّلاً كالقطا إلى أشقاها

وأتى للخيام يدعو أباه *** يا رجا العالمين يوم جزاها

اسقني شربة أبلّ حشائي *** يا حشا المرتضى أمير قضاها

فدعا يا بني اِئت وأرخى *** عينه بالبكا كسحب سماها

فأتى نحوه علي فألقى *** فمه في فم ابنه شبه طاها

ودعاه إلى اللقا سوف تلقى *** جدك المرتضى مروّي ظماها

فانثنى للطغاة شبل حسين *** مثل ليث سطا فرجّ فضاها

هربت دهشة وولّت فرارا *** خيفة القتل أن يحلّ فناها

حطم الخيل بعضها فوق بعض *** ودعاها تموج فوق ثراها

وينادي ألا اثبتوا للقائي *** يا ذوي الحقد أنتُمُ فجراها

إنني نجل أحمد وعلي *** وابن بنت النبي ليث وغاها

بإله السماء اُقسم لولا *** حكمه نافذ لأفنى عداها

فأراد الإله ملقى يراه *** جثة بالعرا الخيول تطاها

فأتى نحوه من القوم سهم *** فأصاب الحشا فشق كلاها

ومضى مهره به للأعادي *** قطعته بسمرها وظباها

فدعا قائلاً عليك سلامي *** يا غياث العباد في اُخراها

فسطا في الجموع شبل علي *** مثل ليث سطا بسرب قطاها

وانحنى فوق شبله فرآه *** فوق ترب تلفّه نكباها

فدعا يا حشاي منك الأعادي *** قد شفت غلّها ونالت مناها

أمنى القلب إن اُمّك ليلى *** إن دعت يا علي مَن لنداها

يا شبيه النبي خَلقا وخُلقا *** بعدك المكرمات زاد بكاها

يا قريع الاُسود يوم التنادي *** كيف تبقى فريسة لظباها

يا بني هاشم هلمّوا جميعا *** جدعت أنف مجدكم طلقاها

وأتى يحمل ابنه لخيام *** بعد أن روحه سمت لعلاها

فرأته عقائل الطهر طاها *** فدعته والوجد مل‏ء حشاها

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة