كشكول الوائلي _ 16

img

الأمويون والقانون

منطلقات القانون الدولي متوفّرة في الإسلام، لكن حينما نأتي على الخلفاء الاُمويّين، نجدهم أجبروا الناس على اعتناق رأيهم، فهذا مروان بن عبد الملک يقول: نحن بني اُميّة، من قال برأسه هكذا، قلنا له بسيوفنا هكذا.

أما على صعيد الحقوق والواجبات، فلا يوجد هناک شيء منها، فهذا سعيد بن العاص يقول من على منبر الكوفة: السواد بستان لنا. أما الوليد فكان ينفق (60) ألف دينار من أجل توفير الرذيلة له.

أما المساواة فهي معدومة، للحد الذي منعوا فيه الطعام عن عوائل الشهداء من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) في حرب صفّين، وأما العذاب والتقتيل فحدّث ولا حرج، فقد جاء رسول معاوية مع آخرين، ليُخرجوا أولاد عُبيد الله بن عباس ويذبحوهم أمام اُمّهم التي فقدت عقلها من جرّاء ذلک.

الشهر الحرام…

كانت الحياة في الجزيرة العربيّة قبل الإسلام قائمة على اُسس غير مستقرّة، كان هناک مجتمع رعوي ـ غير زراعي ـ وليس فيه تدرّج نحو الاستقرار والنظام، بل كان يقوم على أساس قبلي، وهذا الأساس القبلي ينطوي على قضايا متعدّدة، ومن جملتها عدم الاستقرار في السكن؛ لأن السكن يتبع الماء والعشب، فهو بالتالي ليس له وطن. ومن جانب آخر، هذا المجتمع ليس ذا معاش مضمون، فإذا جنَّ الليل قد يضطرّ أحدهم لأن يخرج وينهب من فلان وفلان، ولذلک يقول أحد الشعراء:

وإن تكن الحرارة أعجبته *** فأي رجال بادية ترانا

ومن رطب الجحاش فإن فينا *** قنآ سلبآ وأفراسآ حسانا

فليُتأمّل في هذا؛ إذ ليس عنده وسيلة مشروعة، فيضطرّ إلى السلب والنهب، حتى إنّهم يفتخرون بأن أفضل طعام يأكله الإنسان هو الطعام الذي يأخذه عن طريق النهب والسلب، حيث إن الناس الذين يأكلون طعامهم عن طريق الكسب والربح جبناء في نظر هؤلاء؛ لأنهم يتّخذون طريقآ غاية في الجبن في سبيل تحصيل الطعام. وقد انعكس ذلک، كميراث اجتماعي، على الأدب كما في قصيدة البحتري التي يصف فيها إيوان كسرى:

وليل كأن الصبح في اُخرياته

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة