شرح دعاء الصباح 15

img

(15) ﴿وَكَفَّ أَكُفَّ السُّوءِ عَنّي بِيَدِهِ وَسُلطانِهِ﴾

أي بقدرته وسلطنته. قال الله تعالى: ﴿وَمَن قُتِلَ مَظلوماً فَقَد جَعَلنا لِوليّهِ سُلطاناً([1]).

وفي «كَفَ أكُفّ السّوء» إستعارةٌ بالكناية، واستعارة تخييليّة، وجناس شبه الاشتقاق، وفي الجمع بين «الأكفّ واليد» إيهام التّناسب. وربما يتوهّم أنّ «كفّ أكفّ السّوء» من الجناس المحرّف أو الجناس النّاقص، وهو خطأ؛ فإنّ اللّفظين إن اتّفقا في أنواع الحروف وأعدادها وهيئاتها وترتيبها فالجناس فيهما تامٌّ، وإن اختلفا في الهيئة مع الاتّفاق في البواقي فالجناس مُحرّف كالبُرْد والبَرد في قولهم: «البُرد جُنّة البَرد»، وإن اختلفا في العدد بحيث إذا حذف الزّائد حصل الجناس التّام، فالجناس سمّي ناقصاً؛ فلابدّ ألّا يبقى تفاوت بعد حذف الزّائد إلّا ما قد يتّفق من التفاوت بالتشديد والتخفيف فلا عبرة به، كما قالوا: إنّ الحرف المشدّد كالمخفّف في جميع أقسام الجناس مثل: ﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ([2]).

ومعلومٌ أنّ قوله× ليس منهما، نعم هو من جناس شبه الاشتقاق، كما [نعتنا] (، مثل قوله تعالى: ﴿اثّاقَلْتُمْ إلى الأرضِ أرَضيتُم بالحيوةِ الدُّنيا([4]). كما أنّه من الجناس المزدوج أيضاً كالآية الشريفة.

واعلم أنّ أكثر فقرات هذا الدّعاء المبارك من باب التسجيع بثلاثة أسجاع، الذي هو أكمل من التّسجيع بسجعَيْن، وبعضها من التّسجيع بأربعة أسجاع كالفقرات الأُوَل، وقوله×:

صَلَّ اللهمَّ عَلَى الدَّليلِ إليكَ في اللَّيلِ الأَليَلِ

_________________________

([1]) الإسراء: 33.

([2]) القيامة: 29-30.

([3]) كلمة غير مقروءة في النسخة الحجرية، والظاهر وا أبتاه.

([4]) التوبة: 38.

الكاتب الملا هادي السبزواري

الملا هادي السبزواري

مواضيع متعلقة