إمامة المعصوم ـ القسم الأول

img

من الأدلة على وجوب الإمام المعصوم هو الدليل العقلي:

بيانه: أن مقام الإمامة مقام حفظ القوانين الإلهية وتفسيرها وتطبيقها، فإن الدليل الذي دلّ على ضرورة عصمة النبي صل الله عليه وآله المبلغ للدين يدل على ضرورة عصمة خليفته والقائم مقامه صل الله عليه وآله في المحافظة على الكتاب والسنة والمفسر لهما ومطبقهم، وكما أن الخطأ والهوى في المبلغ يبطل الغرض من بعثته فكذلك الخطأ والهوى في الحفاظ والمفسر والمنفذ يوجب ضلالة الأمة ونقض الغرض من البعثة، وبما أن الأمة لا يمكنها أن تعرف المعصوم فلابد أن يعرِّفها الله تعالى.

وهذا الدليل هو المعروف عندهم بقاعدة اللطف.

فالنتيجة: أنه لابد من إمام معصوم يحفظ ما جاء به النبي صل الله عليه وآله وبما أن الأمة عاجزة عن تشخيصه ومعرفته فوجب حينئذٍ على الله من باب اللطف تعريف الأمة بالإمام.

قال السيد الرضا الهندي (قدس سره):

كذلك تجـري حكمـة الله في الـورى
وكان خلاف اللطف واللطف واجــب
أَينشـىء للإنسـان خمـس جــوارح
وقلباً لهـا مثل الأمير يردهــا
ويترك هذا الخلق في ليل ظلّــة
فذلك أدهى الداهيات ولم يقــل
فأنتج هذاالقول إن كنت مصغيـاً
 
وقـدرتـه من كـل شـيء لـه قـدر
إذا مـن نبـي أو وصـي خـلا عصـر
تحس وفيهـا تدرك العيـن والأثـر
إذا أخطأت في الحس واشتبه الأمر
بظلمائه لا تهتدي الأنجـم الزهـر
بـه أحـد إلا أخـو السفـه الغـر
وجـوب إمـامٍ عـادلٍ أمـره الأمـر

الكاتب ــ ــ

ــ ــ

مواضيع متعلقة