نور القرآن_القسم الثالث

القرآن كتاب تقوى ومعقل منيع: القرآن كتاب تقوى يدعو الناس إلى تقوى الله تعالى ويرسم لهم معالم التقوى وحدود الله، ويحفظهم ضمن الحدود من الشيطان وجنده من الأهواء والفجور ومن مغريات الحياة الدنيا. ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: «ثم أنزل عليه الكتاب معقلاً منيعاً ذروته وعزا لمن تولاه» نهج البلاغة، الخطبة 198.

فالقرآن يشكل معقلا منيعاً وحصناً ومعاذاً في حياة الإنسان يحميه ويحفظه ويحصنه من الشيطان والأهواء.

القرآن بصائر ووعي: قال تعالى ﴿هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ﴾ آل عمران: 136.

قال تعالى: ﴿هَذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ الأعراف: 203.

أن القرآن يزود الإنسان بالمعرفة والفقه والبصيرة ويهدي الإنسان إلى رشده ويحفظه من الغي. إن معرفة الله تصحح لنا وترسم لنا كيف نتعامل مع الله من منطلق الثقة واليقين والخوف والرجاء. والتعامل مع الله يقوم على قاعدة المرزفة الصحيحة وعلى البصيرة. إن المعرفة الصحيحة تمكن الإنسان من التعامل الصحيح والسلوك الصحيح والعلاقة الصحيحة. والقرآن الكريم دقيق في طرح هذه المسألة ﴿وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ﴾ الأنعام: 122.

إن المعرفة والبصيرة هي النور الذي يمشي به الإنسان في الناس. ويتعامل به مع الناس. والقرآن يعطي الإنسان هذه المعرفة والبصيرة التي تمكن صابحها من التشخيص الدقيق والسلوك الصحيح. عن ابي عبد الله عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم «فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ودليل المعرفة» الكافي: 2/238.

وليس في الدنيا شيء أفضل للإنسان من المعرفة. ولم يجعل الله تعالى للإنسان مصدراً للمعرفة أغنى وأصفى وأنقى من القرآن. ومن أتاه الله تعالى فقه القرآن فليس في الدنيا كلها احد أغنى منه.

إطفاء النور:

ورد في الحديث عن الإمام الكاظم عليه السلام: «وأطفأة نور عبرته بشهوات نفسه» البحار ج1/صفحة 136.

قال تعالى ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً﴾. البقرة: 10.

إن القلب إذا ضعف في التلقي من لدن الله تعالى ضعف عن إمداد صاحبه بالنور والوعي والقوة والعزم بصورة طبيعية.والقلب المريض يستجيب لغير الله ويكون لغير الله حظ ونصيب في حبه وبغضه وإقباله وإعراضه واستجابته وصدوده.

إن بعض الذنوب لا تنحصر آثارها في العقوبة البرزخية أو الأخروية، وإنما تسلب النور من العبد. ومن المعلوم أن ذهاب النور يلازم حلول الظلمة. التي تجعل العبد لا يهتدي إلى سبيل الحياة ومن هنا تأكد الدعاء بطلب ذلك النور الذي يمشي به العبد في النشاتين. إذ طالما تتعثر مسيرة العبد نتيجة خطاه فيتميز الصالح من الأفعال وخاصة في الموضوعات المبهمة التي لم يرد فيها أمر ولا نهي بالخصوص. فهو وإن لم يكن مسؤولاً عن الخطا في تشخيص الموضوع. إلا إن ذلك مستلزم لتفويت منافع كثيرة كان من الممكن أن يحوز عليها. لو كان ماشيا على بصيرة من ربه.

(اللهم واحي بوليك القرآن، وأرنا نوره سرمداً لا ليل فيه).

قال الإمام علي عليه السلام: «كل دعاء محجوب حتى يصلّي على النبي صلى الله عليه واله وسلم».

الكاتب أم هاني

أم هاني

مواضيع متعلقة