نور القرآن_القسم الثاني

img
تلخيص درس الشيخ عبد الجليل الزاكي
حوزة الزهراء البتول سلام الله عليها 

القرآن أداة لشرح الصدور: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول إذا ختم القرآن: «اللهم اشرح بالقرآن صدري.واستعمل بالقرآن بدني. ونور بالقرآن بصري، وأطلق باقرآن لساني. وأعني عليه ما أبقيتني». بحار الأنوار: 92/209.

القرآن في كلام الإمام هنا ليس فقط الغذاء والنور الذي يعمر به صدور عباده. وإنما هو أداة لشرح الصدور أيضاً، فلكي تحل معاني القرآن ومفاهميه الربانية في صدور الناس لابد من أن تتسع له الصدور وتستوعبه. فإذا كانت الصدور ضيقة حرجة فلا تستوعب من مفاهيم كتاب الله الا النزر القليل. فلابد من أن تتسع أواني الصدور لما ينزل عليه من رحمة الله. وهو دعاء العبد الصالح كليم الله موسى بن عمران عليه السلام حيث دعا الله تعالى: ﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾ طه:  25، 26، 27، 28.

فيدعوا الله تعالى أولاً أن يشرح صدره ليتلقى من نور الله وهديه ثم يحلل عقدة من لسانه لتجري عليه الحكمة وليفقهوا قوله ولينفذ كلامه إلى نفوس الناس. ومن دون القرآن لا نور للأبصار ولا هدى في الصدور.

بالقرآن تخصب القلوب: إن القلوب إذا استنارت بالقرآن وأخذت هداها من مائدة القرآن أخصبت وأثمرت كما تخصب الأرض وتثمر في الربيع. وكما تعطي الأرض ثماراً مباركة طيبة كذلك القلوب عندما تاخذ من مائدة القرآن تعطي ثماراً طيبة مباركة في الحياة. هذه الثمار هي اليقين والإخلاص وحب الله والبراءة من أعداء الله. والحب في الله والبغض في الله ومخافة الله والتواضع بين يدي الله وذكر الله وما يتصل بهذه الثمرات من ثمرات القلوب. ويقول امير المؤمنين عليه السلام في صفة القرآن: (جعله الله رياً لعطش العلماء وربيعاً لقلوب الفقهاء) نهج البلاغة: الخطبة 176.

وهذه صفة يختص بها القرآن إنه يحوّل القلوب القاحلة إلى قلوب مخصبة. فمن وجد في قلبه جذباً فعليه بالقرآن، فإنه يمنح القلوب رياً وينعشها.

وأن القلوب إذا أخبصت تحولت إلى جنة خصبة كثيرة البركات. واذا أجدبت كانت ارضاً قاحلة لا تعطي غير الشوك.

الكاتب أم هاني

أم هاني

مواضيع متعلقة