فلسفة الطهارة_القسم الثاني

img

ـ يقول الامام (قدس الله سره) في كتابة الآداب المعنوية للصلاة يشير إلى مراتب الطهارة، الأولى هو تطهير الأعضاء.

وأشار أهل المراقبة والسلوك إلى أن لا يتوقفوا عند صور الأشياء وظواهرها، بل لابد أن يجعلوا الظاهر مرآة للباطن، ويستكشفوا من الصور الحقائق، ولا يقنعوا بالتطهير الصوري، فإن القناعة بالتطهير الصوري فخُ ابليس، فلينتقلوا من صفاء الماء إلى تصفية الأعضاء، ويصفونها بأداء الفرائض والسنن الإلهية، ويخرجونها من غلظة المعاصي، ويدركون من لطف امتزاج الماء بالأشياء كيفية امتزاج الملكوتية الإلهية بعالم الطبيعة، ولا يَدَعون القذرات تؤثر فيها.

والمرتبة الثانية للطهارة قوله عليه السلام: (ثم عاشر خلق الله كامتزاج الماء بالاشياء، يؤدي كل شيء حقه، ولا يتغير في معناه) معتبراً لقول الرسول صلى الله عليه وآله: (مثل المؤمن المخلص كمثل الماء).

إن الإمام عليه السلام يبين في المرتبة الأولى ما يرتبط بتعامل الإنسان مع خلق الله، يعني أن السالك في نفس الحال الذي يعاشر كل طائفة من الناس بالمعروف ويرد الحقوق الخلقية ويتعامل مع كل واحد بما يتناسب وشأنه، فإنه عليه في الوقت نفسه أن لا يتجاوز عن الحقوق الإلهية، ولا ينسى عبوديته لله. ثم يذكر الإمام عليه السلام في المرتبة الثالثة كيفية تعامل الإنسان مع الله تعالى حيث يقول عليه السلام: (ولتكن صفوتك مع الله في جميع طاعتك، كصفوة الماء حين أنزله من السماء وسماه طهوراً). يعني يلزم للسالك إلى الله أن يكون خالصاً من تصرف الطبيعة، ولا يكون لكدوراتها وظلمتها طريق إلى قلبه، وتكون سوحه خالية عن جميع الشرك الظاهري والباطني فيصفي قلبه ويجعله كالماء الصافي في شكله ولونه وعند انزاله من السماء فتكون أعماله طاهرة نظيفة خالية من الشوائب التي تدنس القلب والروح. 

الكاتب ز. المرهون

ز. المرهون

مواضيع متعلقة